×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

وكذلك في قوله عز وجل: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ ٢ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ حَقّٗاۚ لَّهُمۡ دَرَجَٰتٌ عِندَ رَبِّهِمۡ وَمَغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ[الأنفال: 2- 4]، فهذه كلها أعمال، ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ، هذا حصر.

وكما قال الحسن البصري رحمه الله: «ليس الإيمان بالتحلي، ولا بالتمني، ولكن ما وَقَر في القلوب وصدقته الأعمال» ([1]).

قال عز وجل: ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ [المؤمنون: 1]، وبَيَّن وصفهم، فقال عز وجل: ﴿ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ ٢ وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَنِ ٱللَّغۡوِ مُعۡرِضُونَ ٣ وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِلزَّكَوٰةِ فَٰعِلُونَ ٤ وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِفُرُوجِهِمۡ حَٰفِظُونَ ٥ إِلَّا عَلَىٰٓ أَزۡوَٰجِهِمۡ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ فَإِنَّهُمۡ غَيۡرُ مَلُومِينَ ٦ فَمَنِ ٱبۡتَغَىٰ وَرَآءَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡعَادُونَ ٧ وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِأَمَٰنَٰتِهِمۡ وَعَهۡدِهِمۡ رَٰعُونَ ٨ وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَوَٰتِهِمۡ يُحَافِظُونَ [المؤمنون: 2- 9]، فهذه كلها أعمال داخلة في الإيمان،.

فالإيمان ليس مجرد اعتقاد القلب كما هو قول المرجئة، بل الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالأركان، يَزيد بالطاعة ويَنقص بالمعصية.

وفي هذه السورة العظيمة يقول عز وجل: ﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ، ما قال عز وجل: ﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فقط، بل قال عز وجل: ﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ..

الصفة الثالثة: التواصي بالحق، في قوله عز وجل: ﴿وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ، يوصي بعضهم بعضًا، يأمرون بالمعروف ويَنْهَون عن المنكر، ويَدْعُون إلى الله سبحانه وتعالى.


الشرح

 ([1])انظر: تفسير ابن كثير (2/ 369)، وتفسير القرطبي (10/ 60).