فليس الإنسان مقتصرًا على نفسه، ويعتقد أنه إذا صلح فلا عليه من الناس، ما عليه إلاَّ نفسه فقط! لا، بل عليه واجب نحو إخوانه، وعليه واجب الدعوة إلى الله، عليه واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

الصفة الرابعة: التواصي بالصبر، في قوله تعالى: ﴿وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ﴾، فلما كان التواصي بالحق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، والجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى - يحتاج إلى صبر، قال عز وجل: ﴿وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ﴾؛ لأن الذي لا يصبر لا يقوم بهذه الأمور.

هذا هو الإيمان، فلا ينجو مِن هذا الخسران إلاَّ مَن اتصف بهذه الصفات الأربع:

‑﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ﴾، هذه هي الصفة الأولى.

‑﴿وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ﴾، هذه هي الصفة الثانية.

‑﴿وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ﴾، هذه هي الصفة الثالثة.

‑﴿وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ﴾، هذه هي الصفة الرابعة.

ولهذا يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: «اعْلَمْ - رَحِمَكَ اللهُ - أَنَّهُ يَجِبُ عَلْيَنَا تَعَلُّمُ أَرْبَعِ مَسَائِلَ:

الأُولَى: الْعِلْمُ، وَهُوَ: مَعْرِفَةُ اللهِ، وَمَعْرِفَةُ نَبِيِّهِ، وَمَعْرِفَةُ دِينِ الإِْسْلاَمِ بِالأَْدِلَّةِ. الثَّانِيَةُ: الْعَمَلُ بِهِ. الثَّالِثَةُ: الدَّعْوَةُ إِلَيْهِ. الرَّابِعَةُ: الصَّبْرُ عَلَى الأَْذَى فِيِهِ».

وقد أَخَذ رحمه الله هذه الأمور الأربعة من سورة العصر.

---

الشرح