ذلك.
وأنت - أيها العبد - مطلوب منك الانقياد والامتثال، وقد نُهيتَ عن الحلف بغير الله
سبحانه وتعالى.
قال
عز وجل: ﴿وَٱلۡفَجۡرِ﴾ «الواو»: واو القَسَم، والفجر هو: أول النهار، وسُمي
بالفجر من الانفجار؛ لأنه ينفجر عن ظلمة الليل، وهو بداية النهار، قال عز وجل: ﴿وَقُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِۖ
إِنَّ قُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِ كَانَ مَشۡهُودٗا﴾ [الإسراء: 78]، أي: صلاة
الفجر؛ لأنها تَطول فيها القراءة، فسُميت قرآنًا.
فأَقسم
الله بالفجر؛ لأن الفجر فيه عبرة وعظة، وفيه دلالة على قدرة الله سبحانه وتعالى؛
حيث إن الله سبحانه وتعالى يُجلي هذه الظلمة الحالكة بهذا الضياء الواضح، قال عز
وجل: ﴿فَالِقُ
ٱلۡإِصۡبَاحِ وَجَعَلَ ٱلَّيۡلَ سَكَنٗا﴾ [الأنعام: 96].
﴿وَلَيَالٍ عَشۡرٖ﴾،
أَشْهَر الأقوال فيها أنها عَشْر ذي الحجة. وقيل: إنها العشر الأواخر من رمضان.
ولكن الراجح - والله أعلم - أنها عشر ذي الحجة، وهي عَشْر مُعَظَّمة.
عن
ابن عباس رضي الله عنهما قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا
مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عز وجل مِنْ
هَذِهِ الأَْيَّامِ - يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ- » قَالَ: قَالُوا: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَلا
الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إلاَّ رَجُلاً خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ،
ثُمَّ لَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» ([1]).
فهي عَشْر مُعَظَّمة، والعمل فيها له أهمية وله مضاعفة، وهو أَحَبّ إلى الله من العمل في غيرها.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (2438)، والترمذي رقم (757)، وابن ماجه رقم (1727)، وأحمد رقم (1968).