يُرتهنون به يوم القيامة، فهم قد تخلصوا من
الشرك والكفر، ومن الذنوب والمعاصي، وتابوا إلى الله سبحانه وتعالى.
فهم
﴿فِي جَنَّٰتٖ﴾ مصيرهم الجنات؛ لأن الجنات كثيرة متنوعة، وهي درجات،
قال سبحانه وتعالى: [آل عمران: 163]، لهم منازل في الجنة مختلفة، بعضهم فوق بعض،
وكلهم قرير العين بما هو فيه، لا يرى أن أحدًا أحسن منه في الجنة، وإن كانوا في درجات،
وكُلٌّ قرير العين بما عنده.
قال
سبحانه وتعالى: ﴿فِي
جَنَّٰتٖ يَتَسَآءَلُونَ ٤٠ عَنِ ٱلۡمُجۡرِمِينَ﴾، فأهل الجنة يتساءلون - يسأل بعضهم
بعضًا - عن مصير خصومهم من الكفار والمشركين: أين ذهبوا؟ عن المجرمين الذين كفروا
برسول الله صلى الله عليه وسلم، وتكبروا وعاندوا: أين ذهبوا؟
ثم
إنهم عَلِموا أنهم في النار - والعياذ بالله -، فأَطْلُّوا عليهم يسألونهم: ﴿مَا سَلَكَكُمۡ فِي سَقَرَ﴾،
يقول أهل الجنة لأهل النار:﴿مَا سَلَكَكُمۡ فِي سَقَرَ﴾ أي: ما
السبب الذي أدخلكم النار؟!
فأجابهم
أهل النار، وبَيَّنوا لهم السبب، ﴿قَالُواْ لَمۡ نَكُ مِنَ ٱلۡمُصَلِّينَ﴾،
هذا هو السبب الأول؛ أنهم كانوا لا يُصَلُّون في الدنيا، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ
ٱرۡكَعُواْ لَا يَرۡكَعُونَ﴾
[المرسلات: 48]، أو يُصَلُّون ولكنهم ضيعوا الصلاة مع الجماعة وفي وقتها.
فهذا يدل على أهمية الصلاة ومكانتها عند الله سبحانه وتعالى، وأن مَن تركها يدخل النار، سواء أتركها جاحدًا لوجوبها، أو تركها متكاسلاً، فهو في النار بنص تلك الآيات الكريمة؛ لأنها لم تفرق بين مَن جحد وجوبها وبين مَن تكاسل عنها مع إقراره بوجوبها. فهذا من أدلة الذين يقولون بكفر تارك الصلاة ولو لم يجحد وجوبها. وهذا واضح من الآية،