×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

ما قالوا: إننا لم نعترف بالصلاة، بل قالوا: ﴿قَالُواْ لَمۡ نَكُ مِنَ ٱلۡمُصَلِّينَ علقوا بمجرد ترك الصلاة.

والسبب الثاني: ﴿وَلَمۡ نَكُ نُطۡعِمُ ٱلۡمِسۡكِينَ أي: مَنَعوا الزكاة، فهم أساءوا في حق الخالق، وأساءوا في حق المخلوق! فَهُم قد مَنعوا حق الله سبحانه وتعالى وهو الصلاة، ومَنَعوا أيضًا حق المخلوق وهو الزكاة.

والسبب الثالث: ﴿وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ ٱلۡخَآئِضِينَ: نشكك في دعوة الرسول. صلى الله عليه وسلم، فلم يُسْلِموا، ولم يُصَدِّقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويؤمنوا به. بل صاروا في جدال وفي شك، وفي اعتراضاتهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجحودهم للبعث والنشور... وغير ذلك. فهَمُّهم الخوض والجدال.

فهذا مصير كل مَن سلك هذا المسلك، وضَيَّع عمره في الجدال والتشكيك، وتَرَك الاستسلام للرسول صلى الله عليه وسلم والانقياد بالطاعة والثقة به، بدلاً من ذلك صاروا يخوضون، ويجادلون ويسألون أسئلة تَعَنُّت واعتراضات، هذا من أسباب دخولهم النار.

وكان الواجب على كل منهم أن يُسَلِّم لله سبحانه وتعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يجادل، ولا يتردد ولا يشكك؛ وإنما يُسَلِّم لكتاب الله سبحانه وتعالى وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويَعلم أنها حق وأنها صدق، قال سبحانه وتعالى: ﴿لَّا يَأۡتِيهِ ٱلۡبَٰطِلُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ تَنزِيلٞ مِّنۡ حَكِيمٍ حَمِيدٖ [فصلت: 42]. والرسول صلى الله عليه وسلم قال عنه الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ ٣ إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ [النجم: 3، 4].

فالواجب على العبد أن يُسَلِّم، وينقاد إلى الكتاب والسُّنة، ولا يجادل في ذلك.

السبب الرابع: ﴿وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوۡمِ ٱلدِّينِ: فنحن ما حسبنا لهذا اليوم - يوم القيامة - حسابًا، وما آمنا أنه سيكون هناك بعث، ومحاسبة وجزاء، وجنة ونار، هذا كله ما حسبنا له حسابًا.


الشرح