و«يوم الدين» هو يوم الحساب، فهم ينكرون البعث،
ويقولون: إنه محال، وكيف أن الإنسان إذا مات يعود جسمه ويعود إلى الحياة مرة
ثانية؟! هم يَنْسَوْن أن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير، وأن الله سبحانه
وتعالى هو الذي أوجدهم من عدم، فالذي أوجدهم من العدم قادر على أن يعيدهم من باب
أَوْلى!
فَهُم
لا يؤمنون بالبعث والحساب، ولم يستعدوا له، ﴿وَقَالُوٓاْ أَءِذَا كُنَّا عِظَٰمٗا وَرُفَٰتًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ خَلۡقٗا جَدِيدٗا﴾ [الإسراء: 49]، من باب الاستنكار.
قال
سبحانه وتعالى: ﴿وَضَرَبَ
لَنَا مَثَلٗا وَنَسِيَ خَلۡقَهُۥۖ قَالَ مَن يُحۡيِ ٱلۡعِظَٰمَ وَهِيَ رَمِيمٞ ٧٨ قُلۡ يُحۡيِيهَا ٱلَّذِيٓ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٖۖ وَهُوَ بِكُلِّ
خَلۡقٍ عَلِيمٌ﴾ [يس: 78- 79]، فهو قد نَسِي خلقه الأول، فلو أنه
تَذَكَّر خلقه الأول لَمَا أنكر البعث، فالذي أوجده من العدم قادر على أن يعيده من
باب أَوْلى، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ وَهُوَ أَهۡوَنُ
عَلَيۡهِۚ وَلَهُ ٱلۡمَثَلُ ٱلۡأَعۡلَىٰ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَهُوَ
ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ﴾ [الروم: 27].
فالذي
قَدَر على البداءة قادر على الإعادة من باب أَوْلى في نظر العقول. وإلا فإن الله
سبحانه وتعالى لا يُعجزه شيء، لكن في نظر العقول أن الذي بدأ قادر على الإعادة من
باب أَوْلى.
ومَن
أنكر البعث فقد كفر، قال سبحانه وتعالى: ﴿زَعَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَن لَّن يُبۡعَثُواْۚ قُلۡ بَلَىٰ
وَرَبِّي لَتُبۡعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلۡتُمۡۚ وَذَٰلِكَ عَلَى
ٱللَّهِ يَسِيرٞ﴾ [التغابن: 7].
﴿وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوۡمِ ٱلدِّينِ ٤٦ حَتَّىٰٓ أَتَىٰنَا ٱلۡيَقِينُ﴾ ﴿ٱلۡيَقِينُ﴾ أي: الموت. فاستمروا على هذا ولم يتوبوا، حتى ماتوا، وأتاهم اليقين على هذه الجرائم المكفرة، كل واحدة منها مُكَفِّرة، تَرْك الصلاة مُكَفِّر، تعطيل الزكاة مُكَفِّر، الخوض والتشكيك فيما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدم