×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

 تصديقه - مُكَفِّر، إنكار البعث مُكَفِّر.

﴿فَمَا تَنفَعُهُمۡ شَفَٰعَةُ ٱلشَّٰفِعِينَ فالكافر لا شفاعة فيه يوم القيامة.

والشفاعة حق، لكنها تكون لأهل الإيمان خاصة، والملائكة يشفعون، والرسل يشفعون، والصالحون يشفعون، لكن لمن؟ لأهل الإيمان، بشرطين:

الشرط الأول: أن يكون المشفوع فيه من أهل الإيمان، فلا تجوز الشفاعة لكافر.

الشرط الثاني: أن تكون بعد إذن الله سبحانه وتعالى، قال سبحانه وتعالى: ﴿يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَلَا يَشۡفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ٱرۡتَضَىٰ [الأنبياء: 28]، أي: ارتضى الله عز وجل قوله وعمله. قال تعالى: ﴿مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ [البقرة: 255]، فيأذن الله سبحانه وتعالى.

ولهذا فرسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو سيد الشفعاء - إذا تقدم إليه الخلائق يوم القيامة؛ ليشفع لهم عند الله سبحانه وتعالى في فصل القضاء بينهم وإراحتهم من موقف المحشر، فإنه صلى الله عليه وسلم لا يبدأ بالشفاعة أولاً، بل يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويخر بين يدي ربه، ساجدًا لله سبحانه وتعالى ويحمده ويثني عليه ويدعوه، ثم يقال له: «ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ» ([1])، فحينئذٍ يَشْفَع صلى الله عليه وسلم بعد ما يأذن الله سبحانه له بذلك.

فالشفاعة قسمان:

شفاعة منفية، وهي الشفاعة في الكافر، والشفاعة بغير إذن الله.

وشفاعة مثبتة، وهي الشفاعة في المسلم بعد إذنه سبحانه وتعالى.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (4476)، ومسلم رقم (193).