×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

قبورهم، حين تُبَعْثر القبور فيَخرجون منها أحياء، لا يتخلف منهم أحد، كما بدأ الله سبحانه وتعالى خَلْقهم يعيده.

والنتيجة من حصول هذه الأهوال هي قوله عز وجل: ﴿عَلِمَتۡ نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ وَأَخَّرَتۡ فهذا جواب الشرط، أي: عَلِمَتْ عند ذلك كل نفس ما قدمت وأخرت في الدنيا من الأعمال الصالحة أو السيئة.

فالميت إن كان قد خَلَّف آثارًا طيبة وأعمالاً نافعة، فإنه يجري عليه أجرها؛ كأن يكون خَلَّف أوقافًا أو مشاريع خيرية أو كتبًا مؤلفة في العلم النافع، أو أولادًا صالحين. أو خَلَّف آثارًا سيئة - والعياذ بالله - كدُور الكفر أو دور البغاء أو دُور خمور، أو مصانع تُنتج محرمات، فهذه آثار يلحقه ضررها في قبره وفي معاده.

فهذا فيه الحث على أنه ينبغي للإنسان أن يُخَلِّف وراءه شيئًا نافعًا.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «إِذَا مَاتَ الإِْنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ: إلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَه» ([1]).

فالأولاد من الآثار التي يُخلفها الإنسان بعده، ويَجري عليه خيرها أو شرها. والذين يقيمون المشاريع النافعة والطيبة الخيرية - فإنها تُدر عليهم أجورًا، وهم في قبورهم وفي بعثهم ونشورهم. والذين يُخلفون مشاريع سيئة ومصانع خبيثة، فإنها تُدر عليهم شرًّا بعد موتهم ويوم مبعثهم.

قال عز وجل: ﴿إِنَّا نَحۡنُ نُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَنَكۡتُبُ مَا قَدَّمُواْ وَءَاثَٰرَهُمۡۚ وَكُلَّ شَيۡءٍ أَحۡصَيۡنَٰهُ فِيٓ إِمَامٖ مُّبِينٖ [يس: 12].


الشرح

 ([1])أخرجه: مسلم رقم (1631).