يَكتب
الله سبحانه وتعالى ما قَدَّموا من الأعمال، ويَكتب آثارهم التي تركوها بعدهم، من
خير أو شر!!
فلا
يَحسب الإنسان أنه إذا مات فارق الدنيا وانتهى، بل ما خَلَّفه من شر يلحقه إثمه،
وما خَلَّفه من خير يلحقه أجره.
ثم
خاطب الرب عز وجل هذا الإنسان، فقال عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡإِنسَٰنُ﴾،
أي: كل إنسان من بني آدم، يناديه ربه ويقول له: ﴿مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ٱلۡكَرِيمِ﴾،
أيّ شيء غرك حتى كفرت بالله سبحانه وتعالى وأشركت، وعملت السوء؟! ما الذي خدعك حتى
غفلت عن هذا المستقبل ونَسِيته؟! وقد أعطاك الله سبحانه وتعالى من النعم، وغذاك
بالخير، وأمدك بالقوة والصحة والحواس والعقل؟! ما الذي صرفك عن الله عز وجل ؟! هل
لك عذر في هذا؟!
وهذا
من باب التقريع والتوبيخ له.
﴿ٱلۡكَرِيمِ﴾،
الكريم الذي كَرُم عليك وأعطاك وتفضل عليك، وغذاك بنعمه، فكيف تقابل هذا بالكفران
والشرك والفسق؟! فهل كَرَم الكريم تقابله بالكفران والجحود؟! هل يليق هذا بعاقل؟!
ثم
هو﴿ٱلَّذِي خَلَقَكَ﴾، وأوجدك من العدم، خلقك في رحم أمك من نطفة، هل خلقك
غير الله عز وجل حتى تذهب إلى غيره؟! هل هذه الأصنام وهذه الأضرحة وهذه المعبودات
هل هي التي خلقتك ورزقتك؟! هذه مخلوقة مثلك، بل قد تكون أضعف منك، فلا خالق إلاَّ
الله عز وجل، هو الذي خلقك وحده سبحانه وتعالى، فكيف تكفر به وتجحد نعمته وفضله؟!
﴿فَسَوَّىٰكَ فَعَدَلَكَ﴾، عَدَّل خلقتك على أحسن صورة، وجعلك بشرًا سويًّا، متكامل الأعضاء والحواس، والجسم والأعصاب، وكل ما تحتاجه موجود فيك، ليس فيك عيوب ولا نقص، تقوم وتمشي، وتركض معتدلاً.