×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

﴿فِيٓ أَيِّ صُورَةٖ، في أي شكل، ﴿مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ، أي: أن الله سبحانه وتعالى يوجدك على الصورة التي شاءها سبحانه وتعالى. وصورة الإنسان من أحسن الصور وأحسن الأشكال، لم يجعلك سبحانه وتعالى كلبًا ولا قردًا ولا خِنزيرًا، وهو قادر على ذلك سبحانه وتعالى، ولكن الله عز وجل مَنَّ عليك فجعلك في أحسن صورة.

فمن نعمه سبحانه وتعالى عليك: أنه خلقك، وسواك، وعدلك في أحسن صورة.

ثم قال عز وجل: ﴿كَلَّا بَلۡ تُكَذِّبُونَ بِٱلدِّينِ فالإنسان الذي كفر بهذه النعم نَسِي مصيره ونَسِي مآله. والذي حَمَل الإنسان على هذا الكفر وهذا الإعراض وهذه الغفلة هو أنه كَذَّب بالبعث.

﴿وَإِنَّ عَلَيۡكُمۡ لَحَٰفِظِينَ، لأعمالكم. فأنتم في الدنيا تسرحون وتمرحون وتفسقون، وتعملون الأعمال، وتظنون أنها ذهبت مع أيامها وساعاتها، ولا تدرون أنها قد سُجلت وحُفظت عليكم بواسطة الحفظة الموكلين بكم ليلاً ونهارًا.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ...» الحديث ([1])، يَحفظون أعمالكم، خيرها وشرها.

﴿كِرَامٗا، ولم تستحيوا منهم، ولم تنتبهوا لملازمتهم لكم.

﴿كَٰتِبِينَ، أي: يكتبون ما يَصدر منكم من خير أو شر، يكتبون الصغائر والكبائر، والدقائق والجلائل.

فهم ﴿يَعۡلَمُونَ مَا تَفۡعَلُونَ، في الليل والنهار، في الخَلوة ومع الناس، في البر وفي البحر.


الشرح

 ([1])أخرجه: البخاري رقم (7429)، ومسلم رقم (632).