اذهب
إلى أي مكان شئت فالملائكة معك، يلازمونك. فاعمل ما تشاء من خير أو شر. وقُلْ ما
تشاء من ذكر وتسبيح وتهليل وتلاوة قرآن، أو من سب وشتم وغناء وطرب، وكفر وشرك،
وكلمات قبيحة. صَلِّ، تَصَدَّقْ، حج واعتمر، افعل الخير، أو افعل الشر - كل هذا
مسجل عليك، سواء أكنت مَلِكًا أو صعلوكًا، غنيًّا أو فقيرًا، ذكرًا أو أنثى،
جِنًّا أو إنسًا.
ثم
بَيَّن الله سبحانه وتعالى المآل والنتيجة لذلك، فقال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ ٱلۡأَبۡرَارَ لَفِي نَعِيمٖ﴾. ﴿ٱلۡأَبۡرَارَ﴾، هم: الذين يعملون البِر والأعمال الصالحة، فإنهم يكونون
في نعيم.
وهذا
النعيم معهم في الدنيا وفي القبر وفي البعث. فهم في نعيم وسرور، وانشراح وطيب نفس،
يتنعمون بطاعة الله سبحانه وتعالى في الدنيا، ويتنعمون بالجزاء في القبر وفي
الآخرة. حتى ولو كان فقيرًا مُعْدِمًا، هو في نعيم؛ لأن النعيم في القلب، وليس في
كثرة المال، فلربما أن كثير المال يكون شقيًّا ويتعب ويتعذب.
﴿وَإِنَّ ٱلۡفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٖ﴾ في عذاب، في الدنيا وفي القبر وفي الآخرة.
فالفاجر
في جحيم في الدنيا قبل الآخرة، في جحيم نفسه وضِيق في صدره، وتتشتت به الهموم حتى
يصل به الأمر إلى أن ينتحر.
وفي
البرزخ: يتلظى القبر عليهم نارًا، ويكون حفرة من حفر النار.
وفي
القيامة يكون إلى جهنم. فهو في جحيم دائم.
فلا
يُتصور أن قوله عز وجل: ﴿وَإِنَّ
ٱلۡفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٖ﴾، أنهم إذا بُعِثوا في الآخرة فقط، لا، بل في الدنيا في
جحيم وضنك من العيش، قال عز وجل: