﴿وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي فَإِنَّ
لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا وَنَحۡشُرُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَعۡمَىٰ ١٢٤ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرۡتَنِيٓ أَعۡمَىٰ وَقَدۡ كُنتُ بَصِيرٗا ١٢٥ قَالَ
كَذَٰلِكَ أَتَتۡكَ ءَايَٰتُنَا فَنَسِيتَهَاۖ وَكَذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمَ تُنسَىٰ﴾ [طه: 124- 126].
﴿يَصۡلَوۡنَهَا يَوۡمَ ٱلدِّينِ﴾،
أي: يَصْلَوْن النار ويدخلونها يوم الحساب، ويلازمون عذابها وحرها.
﴿وَمَا هُمۡ عَنۡهَا﴾،
أي: عن الجحيم، ﴿بِغَآئِبِينَ﴾، محبوسون فيها مخلدون فيها، لا يَخرجون من النار أبد
الآباد.
قال
عز وجل: ﴿كَذَٰلِكَ
يُرِيهِمُ ٱللَّهُ أَعۡمَٰلَهُمۡ حَسَرَٰتٍ عَلَيۡهِمۡۖ وَمَا هُم بِخَٰرِجِينَ
مِنَ ٱلنَّارِ﴾ [البقرة: 167].
وقال
عز وجل: ﴿كُلَّمَآ
أَرَادُوٓاْ أَن يَخۡرُجُواْ مِنۡهَا مِنۡ غَمٍّ أُعِيدُواْ فِيهَا وَذُوقُواْ
عَذَابَ ٱلۡحَرِيقِ﴾ [الحج:
22].
فما
هم منها بخارجين ولا غائبين عنها، فالنار ملازمة لهم.
ثم
فَخَّم سبحانه وتعالى يوم الدين وعَظَّمه، وهَوَّل من شأنه، فقال عز وجل: ﴿وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا
يَوۡمُ ٱلدِّينِ ١٧ ثُمَّ مَآ أَدۡرَىٰكَ مَا يَوۡمُ ٱلدِّينِ﴾.
وهو:
﴿يَوۡمَ لَا تَمۡلِكُ نَفۡسٞ
لِّنَفۡسٖ شَيۡٔٗاۖ وَٱلۡأَمۡرُ يَوۡمَئِذٖ لِّلَّهِ﴾.
﴿يَوۡمَ لَا تَمۡلِكُ نَفۡسٞ لِّنَفۡسٖ شَيۡٔٗاۖ﴾، ولو كان قليلاً، فما لك إلاَّ عملك من خير أو شر.
﴿وَٱلۡأَمۡرُ يَوۡمَئِذٖ لِّلَّهِ﴾، الأمر يوم القيامة لله سبحانه وتعالى، لا يتصرف أحد مع الله سبحانه وتعالى في ذلك اليوم، أو يتوسط أو يخلص أحدًا أو يَدفع عن أحد، فالمُلْك لله وحده سبحانه وتعالى، قال عز وجل: ﴿ٱلۡمُلۡكُ يَوۡمَئِذٖ لِّلَّهِ يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡۚ﴾ [الحج: 56].