فلذلك
استحق الأيتام على المسلمين العناية بهم تعويضًا لما فقدوه من آبائهم، لذلك فإن
كفالة اليتيم فيها فضل عظيم.
عن
سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَنَا
وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِى الْجَنَّةِ هَكَذَا، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ
وَالْوُسْطَى، وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا» ([1]).
وعن
أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خَيْرُ بَيْتٍ
فِي الْمُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُحْسَنُ إِلَيْهِ، وَشَرُّ بَيْتٍ فِي
الْمُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُسَاءُ إِلَيْهِ»، ثُمَّ قَالَ
بِإِصْبَعَيْهُ: «أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا» ([2]).
وفيه دليل على فضل كفالة اليتيم والقيام بشئونه.
ولكن
هذا الصنف من الناس يحتقرون اليتيم ويستضعغونه، ويسيئون إليه بالقول والفعل،
فيزجرونه بالقول ويدفعونه بالفعل.
وهذه
جريمة عظيمة لا يفعلها إلاَّ مَن يُكَذِّب بالدين، وإن الله سبحانه وتعالى سيجازيه
يوم القيامة على هذا الصنيع!!
الصفة
الثالثة: ﴿وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ﴾،
أي: لا يحث ولا يُرَغِّب في إطعام المساكين والفقراء.
و
«الفقير» هو: الذي لا شيء له يقوم بأوده وكفايته. فالفقراء لهم حق على الأغنياء،
فإن الله سبحانه وتعالى قد جعل للفقراء نصيبًا في الزكاة جبرًا لحاجتهم وفقرهم.
الصفة الرابعة: تهاونه في الصلاة ﴿فَوَيۡلٞ لِّلۡمُصَلِّينَ﴾، وهم الذين يتهاونون في الصلاة، فهم يُصَلُّون؛ لذلك سماهم الله سبحانه وتعالى «مصلين»،
([1])أخرجه: البخاري رقم (5304)، ومسلم رقم (42).