وأما الذين لا يُصَلُّون
فهؤلاء كفار، وإنما هذا يصلي، ولكنه لا يصلي الصلاة المطلوبة والواجبة عليه، وإنما
يصليها شكلاً لا حقيقة.
وإذا
كان هذا الوعيد في حق الذين يُصَلُّون، ولكنهم لا يُصَلُّون على الصفة المشروعة،
فكيف بالذين لا يُصَلُّون أصلاً ولا يَعرفون الصلاة؟!
﴿ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ﴾،
يدخل في الصلاة ولا يدري ماذا يقول وماذا يفعل؛ لأنه مشغول بدنياه وأفكاره، ولا
يحصر قلبه فيها!
وأيضًا:
لا يخشع قلبه في الصلاة، والله سبحانه يقول: ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ١ ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ﴾
[المؤمنون: 1- 2]. فرُوح الصلاة هو: الخشوع والخضوع لله سبحانه وتعالى.
وهؤلاء
لا يخشعون في صلاتهم، فهم ساهون عن ذلك، غافلون عنه.
ولا
يُصَلُّون في الوقت، بل يؤخرون الصلاة ويُخرجونها عن وقتها.
فالسهو
عن الصلاة أنواع كما ذكر العلماء.
وكذلك:
هم ساهون عن إتمامها، والإتيان بشروطها وأركانها وواجباتها.
فالسهو
عن الصلاة يشمل كل هذه الأنواع.
وينقرها
نقرًا سريعًا ليَخرج منها، ولا يطمئن لا في القيام ولا في الركوع ولا في السجود،
وهذه هي صلاة المنافق!!
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «تِلْكَ صَلاَةُ الْمُنَافِقِ، يَجْلِسُ يَرْقُبُ الشَّمْسَ حَتَّى إِذَا كَانَتْ بَيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ، قَامَ فَنَقَرَهَا أَرْبَعًا، لاَ يَذْكُرُ اللهَ فِيهَا إلاَّ قَلِيلاً» ([1]).
([1])أخرجه: مسلم رقم (622).