وعن
أبي سعيدٍ الخُدْري رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ
أَسْوَأَ النَّاسِ سَرِقَةً، الَّذِي يَسْرِقُ صَلاَتَهُ»، قَالُوا: يَا
رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَسْرِقُهَا؟ قَالَ: «لاَ يُتِمُّ رُكُوعَهَا وَلاَ
سُجُودَهَا» ([1]).
فصفة
صلاة المنافق:
أولاً:
لا يقيم ركوعها.
ثانيًا:
لا يقيم سجودها.
ثالثًا:
لا يَذكر الله سبحانه وتعالى فيها إلاَّ قليلاً.
رابعًا:
يؤخرها عن وقتها، فإذا قاربت الشمس الغروب قام وصلى أربعًا على هذا الصفة.
فصلاته
شكلية، وليست مجزية أو نافعة له، وهذا كله داخل في قول الله عز وجل: ﴿ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن
صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ﴾.
عن
سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن
صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ﴾؟ قال: «هُمُ
الَّذِينَ يُؤَخِّرُونَ الصَّلاَةَ عَنْ وَقْتِهَا» ([2]).
وقال عطاء
بن دينار: «الحَمْدُ لِلَّهِ الذِيِ قَالَ: ﴿عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ﴾
وَلَمْ يَقُلْ: فِي صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ».
وذلك لأن
السهو في الصلاة يقع للمسلم، بل إنه قد وقع للرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما قال
تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ
هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ﴾.
وقد
ثَبَت في الصحيح والسنن سهو النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة.
عن عبد الله رضي الله عنه قال: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلاَةً فَزَادَ فِيهَا أَوْ نَقَصَ، فَلَمَّا سَلَّمَ، قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَحَدَثَ فِي الصَّلاَةِ شَيْءٌ؟،
([1])أخرجه: الدارمي رقم (1367)، وأحمد رقم (11532)، والطيالسي رقم (2333).