×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

وعن أبي سعيدٍ الخُدْري رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ أَسْوَأَ النَّاسِ سَرِقَةً، الَّذِي يَسْرِقُ صَلاَتَهُ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَسْرِقُهَا؟ قَالَ: «لاَ يُتِمُّ رُكُوعَهَا وَلاَ سُجُودَهَا» ([1]).

فصفة صلاة المنافق:

أولاً: لا يقيم ركوعها.

ثانيًا: لا يقيم سجودها.

ثالثًا: لا يَذكر الله سبحانه وتعالى فيها إلاَّ قليلاً.

رابعًا: يؤخرها عن وقتها، فإذا قاربت الشمس الغروب قام وصلى أربعًا على هذا الصفة.

فصلاته شكلية، وليست مجزية أو نافعة له، وهذا كله داخل في قول الله عز وجل: ﴿ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ.

عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ؟ قال: «هُمُ الَّذِينَ يُؤَخِّرُونَ الصَّلاَةَ عَنْ وَقْتِهَا» ([2]).

وقال عطاء بن دينار: «الحَمْدُ لِلَّهِ الذِيِ قَالَ: ﴿عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ وَلَمْ يَقُلْ: فِي صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ».

وذلك لأن السهو في الصلاة يقع للمسلم، بل إنه قد وقع للرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما قال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ.

وقد ثَبَت في الصحيح والسنن سهو النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة.        

عن عبد الله رضي الله عنه قال: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلاَةً فَزَادَ فِيهَا أَوْ نَقَصَ، فَلَمَّا سَلَّمَ، قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَحَدَثَ فِي الصَّلاَةِ شَيْءٌ؟،


الشرح

 ([1])أخرجه: الدارمي رقم (1367)، وأحمد رقم (11532)، والطيالسي رقم (2333).

 ([2])أخرجه: أبو يعلى رقم (822)، والدولابي في «الكنى والأسماء» رقم (1445).