×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

قَالَ: «لاَ، وَمَا ذَاكَ؟»، قَالُوا: صَلَّيْتَ كَذَا وَكَذَا !! فَثَنَى رِجْلَهُ وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ، فَلَمَّا سَلَّمَ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: «أَمَا أَنَّهُ لَوْ حَدَثَ فِي الصَّلاَةِ شَيْءٌ لَأَنْبَأْتُكُمْ بِهِ، وَلَكِنْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ، فَإِذَا نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي، وَإِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلاَةِ فَلْيَتَحَرَّ الصَّوَابَ، فَلْيُتِمَّ عَلَيْهِ ثُمَّ يُسَلِّمْ ثُمَّ يَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ» ([1]).

قال الحافظ: «وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى وُقُوعِ السَّهْوِ مِنَ الأَْنْبِيَاءِ - عَلَيْهِمُ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ - فِي الأَْفْعَالِ» ([2]).

وعن جابر رضي الله عنه قال: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا بَرْزَةَ الأَسْلَمِيَّ يَقُولُ: لَمَّا نَزَلَتْ: ﴿ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ [الماعون: 5] قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اللهُ أَكْبَرُ!! هَذِهِ الآْيَةُ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ يُعْطَى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مِثْلَ جَمِيعِ الدُّنْيَا، هُوَ الَّذِي إِنْ صَلَّى لَمْ يَرْجُ خَيْرَ صَلاَتِهِ، وَإِنْ ترَكَهَا لَمْ يَخَفْ رَبَّهُ» ([3]).

الصفة الخامسة: ﴿ٱلَّذِينَ هُمۡ يُرَآءُونَ، يراءون الناس، فلا يُصَلُّون لله سبحانه وتعالى وإنما يُصَلُّون رياءً، فإذا رآهم الناس صَلَّوْا، وإذا غفلوا عنهم تركوا الصلاة.

فإذا كان العمل موافقًا للشريعة في الصورة الظاهرة، ولكن لم يُخْلِص عامله القصد لله، فهو عمل مردود على فاعله، وهذا حال المنافقين والمرائين.


الشرح

 ([1])أخرجه: البخاري رقم (401)، ومسلم رقم (572).

 ([2])انظر: فتح الباري (1/ 504).

 ([3])انظر: تفسير ابن كثير (8/ 469).