×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

وهذا نظير قول الله عز وجل: ﴿إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَٰدِعُهُمۡ وَإِذَا قَامُوٓاْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ وَلَا يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ إِلَّا قَلِيلٗا [النساء: 142]. فهم لا يُصَلُّون لله سبحانه وتعالى، وإنما يُصَلُّون رياءً وسمعة. وهؤلاء لا صلاة لهم!!

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَشِرْكَ السَّرَائِرِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا شِرْكُ السَّرَائِرِ؟ قَالَ: «يَقُومُ الرَّجُلُ فَيُزَيِّنُ صَلاَتَهُ جَاهِدًا لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ النَّاسِ إِلَيْهِ فَذَلِكَ شِرْكُ السَّرَائِرِ» ([1]).

فإذا كان في حضرة الناس فإنه يُزَيِّن صلاته، وإذا كان غائبًا عن الناس فإنه يُفَرِّط فيها. فهذا وإن صلى، فصلاته لا تُقْبَل.

وعَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الأَْصْغَرُ» قَالُوا: وَمَا الشِّرْكُ الأَْصْغَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الرِّيَاءُ، يقُولُ اللَّهُ عز وجل لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: إِذَا جُزِيَ النَّاسُ بِأَعْمَالِهِمْ: اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاءُونَ فِي الدُّنْيَا فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً؟» ([2]).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «قَالَ اللَّهُ عز وجل: أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، فَمَنْ عَمِلَ لِي عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ غَيْرِي، فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ، وَهُوَ لِلَّذِي أَشْرَكَ» ([3]).


الشرح

 ([1])أخرجه: ابن خزيمة رقم (937)، والبيهقي في «الشُّعَب» رقم (2872).

 ([2])أخرجه: أحمد رقم (23630)، والبيهقي في «الشعب» رقم (6412).

 ([3])أخرجه: ابن ماجه رقم (4202)، وأحمد رقم (17888)، وأبو يعلى رقم (6552)، والبيهقي في «الشُّعَب» رقم (6396).