×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

وعن أبي سعيد بن أبي فَضَالة الأنصاري رضي الله عنه -وكان من الصحابة- أنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الأَْوَّلِينَ وَالآْخِرِينَ، لِيَوْمٍ لاَ رَيْبَ فِيهِ، نَادَى مُنَادٍ: مَنْ كَانَ أَشْرَكَ فِي عَمَلٍ عَمِلَهُ لِلَّهِ أَحَدًا، فَلْيَطْلُبْ ثَوَابَهُ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ» ([1]).

وعن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ فِي جَهَنَّمَ لَوَادِيًا تَسْتَعِيذُ جَهَنَّمُ مِنْ ذَلِكَ الْوَادِي فِي كُلِّ يَوْمٍ أَرْبَعَمِائَةِ مَرَّةٍ، أُعِدَّ ذَلِكَ لِلْمُرَائِينَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ: لِحَامِلِ كِتَابِ اللهِ، وَلِلْمُصَّدِّقِ فِي غَيْرِ ذَاتِ اللهِ، وَلِلْحَاجِّ إِلَى بَيْتِ اللهِ، وَلِلْخَارجِ فِي سَبِيلِ اللهِ» ([2]).

وعن عمرو بن مُرَّةَ قال: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ أَبِي عُبَيْدَةَ، فَذَكَرُوا الرِّيَاءَ، فَقَالَ رَجُلٌ يُكَنَّى بِأَبِي يَزِيدَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَمَّعَ النَّاسَ بِعَمَلِهِ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ سَامِعَ خَلْقِهِ، وَحَقَّرَهُ وَصَغَّرَهُ» ([3]).

وأما مَن عَمِل عملاً لله فاطلع عليه الناس، فأعجبه ذلك، فهذا لا يُعَد رياء.

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ الرَّجُلُ يَعْمَلُ العَمَلَ فَيُسِرُّهُ فَإِذَا اطُّلِعَ عَلَيْهِ أَعْجَبَهُ ذَلِكَ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَهُ أَجْرَانِ، أَجْرُ السِّرِّ وَأَجْرُ العَلاَنِيَةِ» ([4]).


الشرح

 ([1])أخرجه: الترمذي رقم (3154)، وابن ماجه رقم (4203)، وأحمد رقم (15838)، وابن حِبَّان رقم (404).

 ([2])انظر: تفسير ابن كثير (8/ 468).

 ([3])أخرجه: أحمد رقم (7085)، والطبراني في «الكبير» رقم (14187).

 ([4])أخرجه: الترمذي رقم (2384)، وابن ماجه رقم (4226)، وابن حِبَّان رقم (375).