×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

والصفة السادسة: ﴿وَيَمۡنَعُونَ ٱلۡمَاعُونَ، المراد بالماعون هو: كل ما يحتاجه الناس من العارية، كعارية السيارة، وعارية الدواب، وعارية الفأس، وعارية القِدْر، وعارية الحبل، وعارية الدلو، يعيره لهم.

وبذل العارية فيه فضل؛ لأن فيها سدادًا لحاجة المسلم، وترجع العارية إليه مع أنه قد نفع أخاه المسلم في سد حاجته بها، فإنه قد كان في أيدي مَن كان قبلكم، والآن في أيديكم.

عن أبي أُمَامَة الباهلي رضي الله عنه يقول: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي خُطْبَتِهِ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ يقول: «العَارِيَةُ مُؤَدَّاةٌ، وَالمِنْحَةُ مَرْدُودَةٌ، وَالدَّيْنُ مَقْضِيٌّ، وَالزَّعِيمُ غَارِمٌ» ([1]).

فهو يشمل جميع أنواع العواري التي يتعاورها الناس لحاجتهم.

﴿وَيَمۡنَعُونَ ٱلۡمَاعُونَ فهؤلاء يمنعون الماعون ولا يعيرون، وهذه خصلة ذميمة.

وهذا فيه الحث على بذل العارية لمن يؤتمن عليها وينتفع بها ويَرُدها. وأما مَن يأخذها ويتهاون بها ولا يَرُدها، أو أنه يجحدها وينكرها - فهذا سارق.

عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كَانَتْ امْرَأَةٌ مَخْزُومِيَّةٌ تَسْتَعِيرُ الْمَتَاعَ وَتَجْحَدُهُ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِقَطْعِ يَدِهَا!

فَأَتَى أَهْلُهَا أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَكَلَّمُوهُ، فَكَلَّمَ أُسَامَةُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَا أُسَامَةُ لاَ تَزَالُ تَكَلَّمُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ؟!».


الشرح

 ([1])أخرجه: أبو داود رقم (3565)، والترمذي رقم (2120)، وابن ماجه رقم (2398).