سَنُدۡخِلُهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ لَّهُمۡ فِيهَآ أَزۡوَٰجٞ مُّطَهَّرَةٞۖ وَنُدۡخِلُهُمۡ ظِلّٗا ظَلِيلًا﴾ [النساء: 57]، وهم أهل الجنة.
والقسم
الثاني: ظل غير ظليل، لا يقي من الحر، وهو ظل الدخان والنار يوم
القيامة.
ثم
قال سبحانه وتعالى في وصف النار: ﴿لَّا ظَلِيلٖ وَلَا يُغۡنِي مِنَ ٱللَّهَبِ﴾،
﴿إِنَّهَا تَرۡمِي﴾
أي: تقذف، ﴿بِشَرَرٖ﴾:
جمع شرارة، ﴿كَٱلۡقَصۡرِ﴾ أي: كالقصور المبنية؛ من ضخامته. وقيل: ﴿كَٱلۡقَصۡرِ﴾:
كقِطَع الخشب الضخمة.
﴿كَأَنَّهُۥ﴾،
أي: هذا الشرر، ﴿جِمَٰلَتٞ
صُفۡرٞ﴾: «جِمَالَة» قيل: جمع جِمال، وهي الإبل، من ضخامته.
وقيل: «الجِمَالة»: هي حبال السفن.
﴿وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ﴾:
أي: المكذبين بهذا الوعيد حينما يَلْقَوْنه عِيانًا بعد أن كانوا يُخْبَرون عنه
ويُحَذَّرون منه؛ ليستعدوا له بما يقي منه.
﴿هَٰذَا يَوۡمُ﴾، أي: هذا يوم البعث ﴿لَا يَنطِقُونَ﴾
أي: أن أهل النار لا يتكلمون.
بينما
ورد في آيات أخرى أنهم يتكلمون، وأنهم يجادلون!
والجَمْع بين ذلك: أن أحوال الآخرة مختلفة، ففي حالة يتكلمون، وفي حالة أخرى لا يتكلمون، بأن يَختم الله سبحانه وتعالى على أفواههم، قال سبحانه وتعالى: ﴿ٱلۡيَوۡمَ نَخۡتِمُ عَلَىٰٓ أَفۡوَٰهِهِمۡ وَتُكَلِّمُنَآ أَيۡدِيهِمۡ وَتَشۡهَدُ أَرۡجُلُهُم بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ﴾ [يس: 65]، فأحوال يوم القيامة مختلفة: منها حالة لا ينطقون فيها ولا مجال لكلامهم، بل هم صاغرون داخرون - والعياذ بالله - ليس لهم مجال يتكلمون، ومنها حالة يتكلمون فيها.