×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا يُؤۡذَنُ لَهُمۡ فَيَعۡتَذِرُونَ: لا يُؤْذَن لهم مِن قِبل الله سبحانه وتعالى، فيتعذرون عما سبق منهم من الكفر والجرائم؛ لأنه لا مجال للاعتذار حينئذٍ.

﴿وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ، بهذا اليوم وبهذه الآيات!!

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿هَٰذَا يَوۡمُ ٱلۡفَصۡلِۖ: هذه الأهوال الموصوفة تكون في يوم الفصل الذي مَرَّ ذكره في أول السورة. ﴿جَمَعۡنَٰكُمۡ وَٱلۡأَوَّلِينَ: أول الأمم وآخر الأمم يُجْمَعون في هذا اليوم في صعيد واحد، لا يتخلف منهم أحد ولا يفر منهم أحد.

﴿فَإِن كَانَ لَكُمۡ كَيۡدٞ أي: إن كان لديكم قوة تتخلصون بها من قوتنا وسيطرتنا في هذا اليوم، ﴿فَكِيدُونِ، فهاتوا ما عندكم من القوة ومن أنواع التخلص التي كانت معكم في الدنيا!! يتحداهم الله بذلك.

﴿وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ أي: في هذا اليوم ﴿وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ: تكررت هذه الآية في هذه السورة بعد كل نوع من أنواع الوعيد لمن كذب بكل نوع.

ولما ذَكَر الله سبحانه وتعالى وعيد الكافرين، بَيَّن سبحانه وتعالى جزاء المتقين الذين اتقوا ربهم عز وجل، فعَمِلوا بطاعته، وأَدَّوْا فرائضه واجتنبوا محارمه، وقَدَّموا لأنفسهم واستعدوا لهذا اليوم.

و «المتقون»: هم الذين اتخذوا وقاية من عذاب الله، فعَمِلوا لهذا اليوم، فهم في هذا اليوم - اليوم الذي فيه الحَر، وفيه السَّموم، وفيه الجوع والعطش، وفيه... - لا يُحسِّون بشيء من ذلك.

﴿إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي ظِلَٰلٖ: ظلال الجنة، فلا يشعرون بحر ولا سعير ولا دخان. ﴿وَعُيُونٖ: تجري بالأشربة وبالماء الطيب والعسل واللبن وبالرحيق المختوم... وغير ذلك من الأشربة، بينما باقي الخلائق عطشى، جوعى!!


الشرح