×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

وأما في الدنيا فإن هناك ملوكًا، لكن مُلكهم محدود وليس مطلقًا. وضعيف بالنسبة إلى مُلك الله سبحانه وتعالى. كما أن مُلكهم منحة من الله سبحانه وتعالى، قال عز وجل: ﴿قُلِ ٱللَّهُمَّ مَٰلِكَ ٱلۡمُلۡكِ تُؤۡتِي ٱلۡمُلۡكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلۡمُلۡكَ مِمَّن تَشَآءُ [آل عمران: 26]. فلا يشابهون مُلك الله سبحانه وتعالى.

وأما في الآخرة، فإن الله عز وجل يقول: ﴿لِّمَنِ ٱلۡمُلۡكُ ٱلۡيَوۡمَۖ لِلَّهِ ٱلۡوَٰحِدِ ٱلۡقَهَّارِ [غافر: 16].

﴿إِلَٰهِ ٱلنَّاسِ، هذه هي الصفة الثالثة. و«الإله» هو: المعبود.

والمعبود على قسمين:

القسم الأول: معبود بحق، وهو الله سبحانه وتعالى.

القسم الثاني: هو المعبود بالباطل، وهو ما سوى الله سبحانه وتعالى من آلهة المشركين.

وفي هذه السورة نجد أنواع التوحيد الثلاثة مذكورة:

أولاً: توحيد الربوبية، والمتمثل في قوله عز وجل: ﴿مَلِكِ ٱلنَّاسِ.

ثانيًا: توحيد الألوهية؛ كما في قوله عز وجل: ﴿إِلَٰهِ ٱلنَّاسِ.

ثالثًا: توحيد الأسماء والصفات في قوله عز وجل: ﴿قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ.

وكل هذه الاستعاذات تقي من شر الشيطان - لعنه الله -.

قال عز وجل: ﴿مِن شَرِّ ٱلۡوَسۡوَاسِ، الوَسواس -بفتح الواو- وهو الشيطان. وأما الوِسواس -بكسر الواو- فإنه مصدر وسوس يوسوس وِسواسًا.

﴿ٱلۡخَنَّاسِ، هو: الذي يَخْنَس ويتأخر.

وذلك لأن الشيطان إذا ذُكِر الله سبحانه وتعالى خنس وتأخر، وإذا لم يُذْكَر الله فإنه يوسوس ويدنو، فهو وَسواس مع الغفلة، وخناس مع ذكر الله سبحانه وتعالى.


الشرح