×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الشَّيْطَانَ وَاضِعٌ خَطْمَهُ عَلَى قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، فَإِنْ ذَكَرَ اللَّهَ خَنَسَ، وَإِنْ نَسِيَ الْتَقَمَ قَلْبَهُ فَذَلِكَ الْوَسْوَاسُ الْخَنَّاسُ» ([1]).

وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله سبحانه وتعالى: ﴿مِن شَرِّ ٱلۡوَسۡوَاسِ ٱلۡخَنَّاسِ قال: «يُولَدُ الإِنْسَانُ وَالشَّيْطَانُ جَاثِمٌ عَلَى قَلْبِهِ فَإِذَا عَقِلَ وَذَكَرَ اللَّهَ خَنَسَ وَإِذَا غَفِلَ وسوس».

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ كَذَا، مَنْ خَلَقَ كَذَا، حَتَّى يَقُولَ: مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَلْيَنْتَهِ» ([2]).

ثم فَسَّر الله سبحانه وتعالى ذلك بقوله عز وجل: ﴿ٱلَّذِي يُوَسۡوِسُ فِي صُدُورِ ٱلنَّاسِ، بأن يُلْقِي الوسوسة في قلوبهم، فمَن أصابته الوساوس فليبادر بالاستعاذة بالله سبحانه وتعالى من الشيطان، فإنه سيذهب عنه -بإذن الله- ولا يلتفت إلى الوساوس ولا يتأثر به.

فما يأتي في خاطر النفس من الوسوسة يحصل لكل إنسان، وقد حصل للصحابة رضي الله عنهم، وقد كرهوه.

فإذا كره الإنسان أن يتكلم بالوسوسة والخواطر السيئة في جانب الله سبحانه وتعالى، أو في جانب رسوله، أو في جانب الدين، فلم يتكلم بها؛ فهذا علامة الإيمان. وأما إن تكلم بها، فإنها تضره.

وصَلَّى الله وسَلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.

*****


الشرح

 ([1])أخرجه: البيهقي في «شعب الإيمان» رقم (536)، والطبراني في «الدعاء» رقم (1862).

 ([2])أخرجه: البخاري رقم (3276).