×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

وسمعت البَهَاء يصفه بالشجاعة، وقال: «كان يتقدَّم إلى العدو، وجُرِح في كفه، وكان يرامي العدو».

قال الضَّيَاء: «وكان يصلي بخشوع، ولا يكاد يصلي سُنة الفَجْر والعِشاءين إلاَّ في بيته، وكان يصلي بين العِشاءين أربعًا بـ «السجدة»، و «يس»، و «الدخان»، و «تبارك»، لا يكاد يُخِلّ بهنَّ، ويقوم السَّحَر بسُبْع، وربما رفع صوته، وكان حَسَن الصوت».

جاءه مرّة الملك العزيز بن العادل يزوره، فصادفه يصلي، فجلس بالقرب منه إلى أن فرغ من صلاته، ثم اجتمع به، ولم يتجوز في صلاته.

قال عنه سبط بن الجوزي: «وكان صحيح الاعتقاد مبغضًا للمشبِّهة».

قال الضِّيَاء: «وسمعت الحافظ اليُونِيني يقول: «لما كنتُ أسمعُ شناعة الخَلْق على الحنابلة بالتشبيه عزمت على سؤال الشَّيخ المُوَفَّق، وبقيت أشهرًا أريد أن أسأله، فصعدت معه الجبل - جبل قاسيون، حيث الصَّالِحية، وفيها ديارهم - فلما كنا عند دار ابن محارب، قلت: يا سيدي، وما نطقتُ بأكثر من سيدي، فقال لي: التشبيه مستحيل، فقلت: لِمَ؟ قال: لأن من شرط التشبيه أن نرى الشَّيء، ثم نشبهه، مَن الذي رأى الله ثم شبهه لنا؟!»».


الشرح