×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

ويقول ابن رجب: «ولم يكن يرى الخوض مع المتكلمين في دقائق الكلام، وكان كثير المتابعة للمنقول في باب الأصول وغيره، لا يرى إطلاق ما لم يؤثر من العبارات، ويأمر بالإقرار والإمرار لما جاء في الكتَاب والسُّنَّة من الصِّفَات، من غير تفسير ولا تكييف، ولا تمثيل ولا تحريف، ولا تأويل ولا تعطيل».

قال ضياء الدين المقدسي: «رأيت أحمد بن حنبل في النوم، فألقى عليَّ مسألة، فقلت: هذه في الخِرَقِي، فقال: ما قصَّر صاحبكم المُوَفَّق في شرح الخِرَقِي».

وقال: «كان المُوَفَّق رحمه الله إمامًا في التفسير وفي الحديث ومشكلاته، إمامًا في الفقه، بل أَوْحَد زمانه فيه، إمامًا في علم الخلاف، أَوْحَد في الفرائض، إمامًا في أصول الفقه، إمامًا في النحو والحساب والأَنْجُم السيارة والمنازل».

وقال: «ولما قَدِمَ بغداد قال له الشَّيخ أبو الفتح ابن المَنِّيّ: اسكن هنا فإن بغداد مفتقرة إليك، وأنت تخرج من بغداد، ولا تُخَلِّف فيها مثلك».

وقال: «سمعت داود بن صالح المقرئ، سمعت ابن المَنِّيّ يقول - وعنده الإمام الموفق -: إذا خرج هذا الفتى من بغداد احتاجت إليه».

وسمعتُ المفتي أبا بكر مُحمَّد بن معالي بن غَنيمة يقول: «ما أعرف أحدًا في زماننا أدرك درجة الاجتهاد إلاَّ المُوَفَّق».

وسمعتُ الحافظ أبا عبد الله اليُونِينِي يقول: «أما ما علمتُه من أحوال شيخنا وسيدنا موفق الدين فإني إلى الآن ما أعتقِدُ أن شخصًا ممن رأيتُهُ حصل له من الكمال في العلوم والصِّفَات الحميدة التي


الشرح