×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

ءَامِنِينَ ٩٩ وَرَفَعَ أَبَوَيۡهِ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ وَخَرُّواْ لَهُۥ سُجَّدٗاۖ وَقَالَ يَٰٓأَبَتِ هَٰذَا تَأۡوِيلُ رُءۡيَٰيَ مِن قَبۡلُ قَدۡ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّٗاۖ وَقَدۡ أَحۡسَنَ بِيٓ إِذۡ أَخۡرَجَنِي مِنَ ٱلسِّجۡنِ وَجَآءَ بِكُم مِّنَ ٱلۡبَدۡوِ مِنۢ بَعۡدِ أَن نَّزَغَ ٱلشَّيۡطَٰنُ بَيۡنِي وَبَيۡنَ إِخۡوَتِيٓۚ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٞ لِّمَا يَشَآءُۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡحَكِيمُ [يوسف: 99- 100] العَرْش: كرسي الملك ومجلس الملك، ﴿وَخَرُّواْ لَهُۥ سُجَّدٗاۖ [يوسف: 100] سجود تحية، وهذا كان جائزًا في دينهم، فنُسخ ذلك في شريعتنا ومُنع من السجود للمخلوق، فهذا تأويل الرؤيا السابقة، هذا تأويلها وحقيقتها.

هذا معنى التأويل في القُرْآن وأنه على قسمين:

القسم الأول: معرفة المعنى.

والقسم الثاني: أنه معرفة الحقيقة والكيفية التي يؤول إليها الشَّيء في المستقبل.

أما الأول فيعلمه العلماء، وأما الثاني فلا يعلمه إلاَّ الله سبحانه وتعالى.

وهناك معنى ثالث للتأويل: مُحدث أحدثه علماء الكلام، وهو: صرفُ اللفظِ عن ظاهره إلى معنى آخر بدليلٍ يقترن بذلك - بزعمهم - ولا أصل لهذا التأويل في كتاب الله ولا في سنة رسول الله، وإنما هو اصطلاح اصطلحوه، لذلك يؤولون اليد بالقدرة، ويؤولون الوجه بالذَّات، ويؤولون الرحمة بإرادة الإنعام، والغضب بإرادة الانتقام، والنزول والمجيء بمجيء أمره ونزول أمره، وهكذا يحولون اللفظ ويفسرونه بغير معناه، هذا هو التأويل المذموم، وهو اصطلاح مُحدث، أما التأويل الصَّحِيح فهو ما ذُكر في القُرْآن، وهو على نوعين كما أسلفنا.


الشرح