وقوله
في الكفار: ﴿غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم﴾ [المجادلة: 14]. وقوله: ﴿ٱتَّبَعُواْ مَآ أَسۡخَطَ ٱللَّهَ﴾ [محمد: 28]،
*****
ما يليق بهم، ولا تكون مثل صفة الرب سبحانه
وتعالى، هذه قاعدة في جميع الأسماء والصِّفَات.
من صفات الله جل
وعلا الفعلية: الغضب، أنه يغضب سبحانه على الكفار: ﴿غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ
عَلَيۡهِمۡ﴾ [الفاتحة: 7] فالله جل وعلا يغضب على
الكفار ويغضب على بعض أهل الكبائر؛ لأنه سبحانه يغار على حرماته فيغضب إذا انتهكت
حرماته: ﴿وَمَن
يَقۡتُلۡ مُؤۡمِنٗا مُّتَعَمِّدٗا فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَٰلِدٗا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ وَلَعَنَهُۥ﴾ [النساء: 93] غضب الله عليه بسبب
جريمة القتل للمؤمن عمدًا وعدوانًا.
فالغضب من صفات الله
جل وعلا فاللهُ يغضبُ والمخلوقُ يغضبُ، ولكن ليس غضبُ الله جل وعلا كغضب المخلوق؛
لما بين الخالقِ والمخلوقِ من الفرق العظيم، فلا تشابه بين غضب الله وغضب المخلوق،
وإن اشتركت هذه الصفة في اللفظ والمعنى لكنها لا تشترك في الكيفية والحقيقة كسائر
الصِّفَات.
في هذه الآية وُصِفَ الله بأنه يسخط، والسَّخَط: نوع من الغضب: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ ٱتَّبَعُواْ مَآ أَسۡخَطَ ٱللَّهَ وَكَرِهُواْ رِضۡوَٰنَهُۥ فَأَحۡبَطَ أَعۡمَٰلَهُمۡ﴾ [محمد: 28] والذي يُسخط الله جل وعلا هو المعاصي والكفر والشرك، فالله يوصف بأنه يسخط على أعدائه والمخالفين لأوامره المرتكبين لما نهي عنه: ﴿لَبِئۡسَ مَا قَدَّمَتۡ لَهُمۡ أَنفُسُهُمۡ أَن سَخِطَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡ وَفِي ٱلۡعَذَابِ هُمۡ خَٰلِدُونَ﴾ [المائدة: 80].