وقال
للجارية: «أَيْنَ اللهُ؟» قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ قَالَ: «أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا
مُؤْمِنَةٌ» ([1]).
رواه مالك بن أنس، ومسلم وغيرهما من الأَئمَّة.
*****
وهذا الحديث وإن كان
فيه ضعفٌ لكن الآيةَ التي قبله: ﴿ءَأَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ﴾ [الملك: 16] تؤيده، والمصنف
وغيره قد يذكرون أحاديث ضعيفة في باب العقائد لكنها تدخل تحت أدلة صحيحة تؤيد
معناها، فهي من باب الاعتضاد ومن باب الاستئناس بها لا من باب الاعتماد عليها
كليًّا.
هذا الحديث في «الصَّحِيح»
وهو أن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه كانت له جارية فغضب عليها ولطمها على
وجهها، ثم ندم رضي الله عنه وجاء إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن
إعتاقها؛ لأنه أراد أن يُعتقها كفارة عن ما صدر منه، فقال لها النَّبي صلى الله
عليه وسلم: «أَيْنَ اللهُ؟». قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ. قَالَ: «مَنْ
أَنَا؟» قَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ. قَالَ: «أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ»
شهد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإِيمَان لما قالت: إن الله في السَّمَاء
وأن مُحمَّدا رسول الله، فهو أقرها على ذلك ووصفها بالإِيمَان لمّا وصفَتْ ربَّها
بأنه في السَّمَاء، فهذا مثل ما جاء في الآية ﴿ءَأَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ﴾ [الملك: 16].
وفي الحديث جواز السؤال عن الله بأين، بأن يقال: أين الله؟ وهذا أشد ما يكون على المعطِّلة، عندهم لا يقال: أين الله أبدًا؛ لأن الله عندهم ليس في جهة، والذي ليس في جهة لا يقال: أين هو؟ فهذا
([1]) أخرجه: مسلم رقم (537).