إِلَّآ أَسۡمَآءٗ سَمَّيۡتُمُوهَآ أَنتُمۡ وَءَابَآؤُكُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا
مِن سُلۡطَٰنٍۚ إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ
إِيَّاهُۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا
يَعۡلَمُونَ} [يوسف: 39- 40] وقال سبحانه وتعالى:
﴿ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا
رَّجُلٗا فِيهِ شُرَكَآءُ مُتَشَٰكِسُونَ وَرَجُلٗا سَلَمٗا لِّرَجُلٍ هَلۡ
يَسۡتَوِيَانِ مَثَلًاۚ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [الزمر: 29] وذلك مَثل للموحد
والمشرك، فالمشرك مِثل العبد الذي يملكه عدة أسياد لا يدري من يرضي منهم؛ لأن
رغباتهم مختلفة، كلهم له إرادة تخالف إرادة الآخر، فهو في حَيرة من أمره، لا يدري
من يرضي منهم لتفاوت مطالبهم، وهو في قلق في حياته من هَؤُلاءِ الشركاء
المتشاكسين، وأما الموحد فهو مِثل الذي يملكه سيد واحد يعرف رغبته ويعرف مطالبه،
فهو معه في راحة، كذلك الذي يعبد إلهًا واحدًا يكون مطمئن البال، وأما الذي يعبد
آلهة متعددة فإنه يكون قلقًا مشوشًا لا يدري بماذا يتقرب إلى كل واحد منهم.
وهذا حصين يقول: إنه يعبد ستةً في الأَرض -يعني: من الأصنام- ويعبد واحدًا في السَّمَاء الذي هو الله! ففيه إثبات أن الله في السَّمَاء حتَّى عند المشركين، وهم مشركون يعترفون أن الله في السَّمَاء، فقال له النَّبي صلى الله عليه وسلم: «مَا الَّذِي تَعُدُّه لِرَغْبَتِكَ وَرَهْبَتِكَ؟» يعني: عندما ترغب في شيء، عندما تحتاج إلى شيء، من الذي تطلب منه حوائجك؟ وعندما تخاف من شيء من الذي تطلب منه أن يؤمنك من هذا الخوف؟ قال: الذي في السَّمَاء.