×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

وروى عبد الله بن أنيس عن النَّبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يَحْشُر الله الْخَلاَئِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً بُهْمًا، فيُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ: أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الدَّيَّانُ». رواه الأَئمَّة، واستشهد به البخاري  ([1]).

*****

 هذا فيه أن الكلام من الله جل وعلا متجدد الآحاد وأنه يتكلم إذا شاء، فهذا كلام يحدث منه سبحانه وتعالى يوم القِيَامة، كلام بصوت، وهذا نفي للمجاز «يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ ومَنْ بَعُدَ» هذا دليل على أن هذا الكلام حقيقي وأنه بصوت وأنه يُسمع، وذلك في المحشر، إذا حشر الله الخلائق يوم القِيَامة ينادي بصوت: أنا الملك، أنا الديان.هذا صريح في أن هذا الكلام صادر من الله جل وعلا وأنه بصوت وأنه يُسمع، فهل بعد هذا التفصيل وهذا البيان بيان في أن الله جل وعلا يتكلم كلامًا حقيقيًّا، وأنه يتكلم إذا شاء، وأن كلامه يتجدد سبحانه وتعالى متى شاء يأمر وينهى ويخلق ويرزق، كل ذاك بكلامه جل وعلا ﴿إِنَّمَآ أَمۡرُهُۥٓ إِذَآ أَرَادَ شَيۡ‍ًٔا أَن يَقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ [يس: 82].


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (16042)، والبخاري في «الأدب المفرد» رقم (970)، والحاكم رقم (3638).