وقال
عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السَّمَاء،
وروي ذلك عن النَّبي صلى الله عليه وسلم .
*****
إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السَّمَاء، وهم الملاَئكَة الذين في السَّمَاء، هذا موقوف، عن ابن مسعود ([1])، لكن جاء مرفوعًا عن النَّبي صلى الله عليه وسلم في حديث النَّوَاس بن سمعان: «إِذَا تَكَلَّمَ اللَّهُ بِالْوَحْيِ أَخَذَتِ السَّمَاوَاتُ مِنْهُ رِعْدَةً أَوْ رَجْفَةً شَدِيدَةٌ، فَإِذَا سَمِعَ ذَلِكَ أَهْلُ السَّمَاءِ صُعِقُوا وَخَرُّوا لله سُجَّدًا، فَيَكُونُ أَوَّلُ من يَرْفَع رَأْسَهُ جِبْرِيلُ، فَيُكَلِّمُهُ اللَّهُ مِنْ وَحْيِهِ بِمَا شاء، ثم يمر جِبْرِيلُ كُلَّمَا مَرَّ بِأهل سَمَاءٍ سَأَلَهُ أَهْلُها مَاذَا قَالَ رَبُّنَا يا جِبْرِيلُ؟ فيقول: قَالَ الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ» ([2]) فهذا فيه أن الله يتكلم بكلام ترتجف له السَّمَاء من هيبته وترتعد، وأن الملاَئكَة يصعقون ويخرون لله سجدًا، وأنهم يسألون إذا أفاقوا: ماذا قال ربنا يا جبْرِيل؟ فيقول: قال الحق وهو العلي الكبير؛ ففيه إثبات الكلام لله وأنه تسمعه السَّموَات، ويسمعه أهل السَّموَات، ويحمله جبْرِيل من الله ويبلغه لمن أمر الله بتبليغه من رسل البشر.
([1])أخرجه: محمد بن نصر المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» رقم (217).