×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

وقال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّنِيٓ أَنَا ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدۡنِي [طه: 14]  وغير جائز أن يقول هذا أحد غير الله.

*****

 وَلَا تَخَفۡۖ إِنَّكَ مِنَ ٱلۡأٓمِنِينَ[القصص: 30- 31] فهذه الآيات صريحة أن الله كلَّمَ مُوسَى من غير واسطةٍ، وسمع مُوسَى كلامه حقيقة من غير مجاز ومن غير ما يُشكِل، على أن هذا الكلام كلام من الله حقيقي بحرف وصوت وسمعه مُوسَى، وأنه نداء وكلام سمعه مُوسَى عليه السلام. أهل الضلال يقولون: إن الله خلق الكلام في الشجرة فتكلمت! هذه الشجرة تقول: يا مُوسَى إني أنا ربك! فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى وأنا اخترتك! هل الشجرة تقول: أنا اخترتك فاستمع لما يوحى إني أنا الله؟! هل الشجرة تقول: إني أنا الله لا إله إلاَّ أنا فاعبدني وأقم الصَّلاة لذكرى؟! هذا كلام رب العالمين، تعالى الله عما يقولون. فالآيات واضحة وضوحًا لا شك فيه في أن الله هو الذي تكلم -سبحانه- وأن مُوسَى سمع كلام الله؛ ففيها إثبات الكلام لله سبحانه وتعالى وأنه كلام يُسمع.

هل الشجرة تقول: إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي؟! تعالى الله عما يقولون.

«وغير جائز أن يقول هذا أحد غير الله»، هذا رد على الجَهْمِيَّة بأنها لا تقول الشجرة: أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصَّلاة لذكرى إن السَّاعَة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما كسبت! فلا يليق أن يكون هذا الكلام من مخلوق، وإنما هو كلام الخالق جل وعلا.


الشرح