ومن
أذن له من ملائكته ورسله، وأنه سبحانه يكلم المُؤْمنِين في الآخِرَة ويكلمونه ،
ويأذن لهم فيزورونه؛ قال الله تعالى: ﴿وَكَلَّمَ
ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكۡلِيمٗا﴾ [النساء:
164].
*****
ويسمع كلامه من أذن
الله بسماعه من ملائكته ورسله، مثل: مُوسَى عليه السلام، ومثل: جبْرِيل.
في الجنة، يكلم
المُؤْمنِين ويكلمونه من غير واسطة، يسمعون كلامه ويرونه سبحانه وتعالى، وهذا في
الجنة.
يزورونه في وقت
معين، يجتمعون في مكان من الجنة، ثم يتجلى لهم سبحانه وتعالى بذاته ويرونه ويكلمهم
ويكلمونه؛ لأن الله يعطيهم يوم القِيَامة قوة وقدرة يقدرون بها على رؤية الله جل
وعلا وعلى سماع كلامه، أما في هذه الدُّنيَا فلا أحد يستطيع أن يرى الله جل وعلا.
﴿وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكۡلِيمٗا﴾ [النساء: 164] كلَّمه، يعني: مباشرة من غير واسطة، ثم أكد ذلك فقال: ﴿تَكۡلِيمٗا﴾ فالمصدر مؤكِّد ينفي أن يكون هناك معنى للتكلم غير ما يظهر منه بأن يقال: كلَّمه بواسطة، بل رفع هذا بقوله: ﴿تَكۡلِيمٗا﴾