×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

وآيات بينات ، وحروف وكلمات

*****

فعرفنا إذًا أن القُرْآن يُطلق عليه كله أنه مُحكَم، ويُطلق عليه كله أنه متشابِه، ويُطلق على بعضه أنه مُحكَم وعلى بعضه أنه متشابِه، وهذا ما يُسمى بالإحكام والتشابه العام والإحكام والتشابه الخاص، ولكل منهما معنى خاص به.

قال تعالى: ﴿بَلۡ هُوَ ءَايَٰتُۢ بَيِّنَٰتٞ [العنكبوت: 49] «آيات» جمع آية، والآية في اللغة العلامة، سميت آية القُرْآن آية؛ لأنها دلالة وعلامة على عظمة الله سبحانه وتعالى، فالآية في اللغة الدلالة والعلامة، وهى على نوعين: آية متلوة، وآية مخلوقة. الآية المتلوة آيات القُرْآن، والآيات المخلوقة مثل الشمس والقمر والليل والنهار والشجر والبشر والبحار والأنهار، هذه آيات، سميت آيات؛ لأنها دلالات وعلامات على قدرة الله جل وعلا وأما الآيات المتلوة فهي الوحي المنزل من عند الله جل وعلا، وسمي الجميع آية؛ لأنه يدل على عظمة الله جل وعلا وعلى أحكامه وتشريعاته سبحانه وتعالى.

القُرْآن الكريم حروف وكلمات وآيات، الحروف: حروف الهجاء المعروفة [أ، ب، ت...] إلى آخر حروف الهجاء الثمانية والعشرين، هذه حروف سميت حروفًا، من الحرف وهو الطرف؛ لأنها قِطع، وهي لا تدل على معنى في نفسها إلاَّ إذا رُكِّبت مع غيرها، فإذا تركبت الحروف تكونت الكلمة، وإذا جمعت الكلمة مع الكلمة تكونت الجملة اسمية كانت أو فعلية، فهو حروف وكلمات وآيات، فالقُرْآن متكون من هذه الحروف العربية، وتكونت من هذه الحروف كلمات القُرْآن، وتكونت من كلمات القُرْآن آيات القُرْآن، وتكونت من


الشرح