×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

من قرأه فأعربه فله بكل حرف عشرة حسنات، له أول وآخر، وأجزاء وأبعاض،

*****

آيات القُرْآن سور القُرْآن، وتكون من مجموع هذه السُّور القُرْآن العظيم والكتاب المبين، فهو حروف وكلمات وآيات وسور.

«من قرأ القُرْآن فأعربه» يعني: قرأه قراءة صحيحة ليس فيها لحن، والإعراب: معناه السَّلامة من اللحن، فمن قرأ القُرْآن قراءة سليمة من اللحن فله بكل حرف عشر حسنات؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، ومن قرأه قراءة غير مُعرَبة لعجزه عن ذلك فله أجر لكنه دون أجر من يتقن القراءة، لهذا جاء في الحديث: «الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ» ([1]) فجعل صلى الله عليه وسلم الذي يتقن القراءة ويقيمها من اللحن والخطأ جعله مع السفرة الكرام البررة، فهو أعظم أجرًا من الذي يقرأ القُرْآن ويتتعتع فيه ويشق عليه.

القُرْآن له أول وآخر، يعني: له بداية ونهاية، أوله - حسب المصحف الذي أجمع عليه الصحابة - سورة الفاتحة وآخره سورة النَّاس.

القُرْآن أجزاء، كما هو معروف ثلاثون جزءًا، كل جزء عشر ورقات، وهو أيضًا أحزاب، الحزب الفلاني، الحزب...، والأحزاب معناها جملة ما يقرأ القارئ في صلاة الليل، الصحابة كانوا يحزِّبون القُرْآن في صلاة الليل.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (798).