مَتْلُوّ
بالألسنة، محفوظ في الصدور، مسموع بالآذان، مكتوب في المصاحف فيه مُحكَم ومُتشابِه
*****
القُرْآن هو
المَتْلُوّ بالألسنة ومحفوظ في الصدور ومكتوب في المصاحف، وهو كلام الله جل وعلا
لأي اعتبار، سواءٌ كان متلوًّا أو كان مكتوبًا في المصاحف أو كان محفوظًا في
الصدور، هو كلام الله جل وعلا لا يُختلف في ذلك، فالقارئ إذا قرأ إنما يقرأ كلام
الله جل وعلا، فالصوت صوت القارئ وهو مخلوق، ولكن المقروء والمتلوّ هو كلام الله
جل وعلا ليس مخلوقًا، والمكتوب هو كلام الله حروفه ومعانيه، لكن الورق والحبر
والكتابة من عمل البشر فهي مخلوقة، فهو كلام الله بأي اعتبار متلوًّا بالألسن أو
محفوظًا في الصدور أو مكتوبًا في الألواح أو في الأوراق والمصاحف، أو مكتوبًا فيما
هو أعلى من ذلك، وهو اللوح المحفوظ؛ لأن القُرْآن مكتوب في اللوح المحفوظ: ﴿وَإِنَّهُۥ فِيٓ أُمِّ
ٱلۡكِتَٰبِ لَدَيۡنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾ [الزخرف: 4] وأم الكتاب هو
اللوح المحفوظ ﴿بَلۡ
هُوَ قُرۡءَانٞ مَّجِيدٞ ٢١ فِي
لَوۡحٖ مَّحۡفُوظِۢ﴾ [البروج: 21- 22] يعني: اللوح المحفوظ
الذي كتب الله به مقادير الخلائق.
القُرْآن يطلق عليه كله أنه مُحكَم، ويطلق عليه كله أنه مُتشابِه، ويطلق على بعضه أنه مُحكَم وبعضه مُتشابِه، ولكل قسم معنى خاص.