أهل السنة والجماعة، المُؤْمنُون يرون ربهم يوم
القِيَامة يرونه في موضعين: في عَرَصات القِيَامة في المحشر، وفي الجنة إذا دخلوا
الجنة يرونه رؤية تنعم وإكرام.
ذهب المعتزِلة
وأشباههم ومشتقاتهم إلى نفي الرؤية، قالوا: لأن الرؤية لا تكون إلاَّ لجسم
والأجسام متشابهة، فإذا أثبتنا الرؤية أثبتنا أن الله جسم والأجسام متشابهة! هذا
مَثل منهجهم في الصِّفَات كلها، وهذا أمر باطل.
فنقول: يرى المُؤْمنُون ربهم، ولا يلزم من ذلك ما تقولون، وهو التشبيه، فإن الله جل وعلا لا يشبهه شيء، وفي الحديث: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ الْقَمَرَ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَكَمَا تَرَوْنَ الشَّمْسَ صَحوًا لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ، لاَ تُضَامُونَ - أو لاَ تُضَامُّونَ - فِي رُؤْيَتِهِ سبحانه وتعالى » ([1]) وذلك لأن النَّبي صلى الله عليه وسلم سُئل: كيف نرى ربنا وهو واحد ونحن جميع؟ فالنَّبي صلى الله عليه وسلم ضرب لهم مثلاً من المخلوقات يرونه ولا يحصل زحام، وهو القمر ليلة البدر، كلٌّ يراه وهو في مكانه، ولا يتزاحم النَّاس عندما يريدون رؤية القمر، هل يتزاحمون ليروا القمر أو كلٌّ يراه في مكانه؟ كذلك الشمس يرونها كلٌّ في مكانه لا يتزاحمون، فإذا كان هذا في مخلوق من مخلوقات الله فإن الله جل وعلا أعظم وأجل، يُرى ولا يحصل زحام أو تزاحم في رؤيته أو تَضامّ، لا تُضامُون أو تُضامُّون في رؤيته سبحانه وتعالى.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (554)، ومسلم رقم (633).