×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

وقال تعالى: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيۡءٍ خَلَقۡنَٰهُ بِقَدَرٖ [القمر: 49]، وقال تعالى: ﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيۡءٖ فَقَدَّرَهُۥ تَقۡدِيرٗا [الفرقان: 2]، وقال الله تعالى: ﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَآۚ [الحديد: 22].

****

لَّيُؤۡمِنُنَّ بِهَاۚ [الأنعام: 109]، ليس الإِيمَان بأيديكم: ﴿وَأَقۡسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَيۡمَٰنِهِمۡ لَئِن جَآءَتۡهُمۡ ءَايَةٞ لَّيُؤۡمِنُنَّ بِهَاۚ قُلۡ إِنَّمَا ٱلۡأٓيَٰتُ عِندَ ٱللَّهِۖ وَمَا يُشۡعِرُكُمۡ أَنَّهَآ إِذَا جَآءَتۡ لَا يُؤۡمِنُونَ ١٠٩ وَنُقَلِّبُ أَفۡ‍ِٔدَتَهُمۡ وَأَبۡصَٰرَهُمۡ كَمَا لَمۡ يُؤۡمِنُواْ بِهِۦٓ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَنَذَرُهُمۡ فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ[الأنعام: 109- 110]، فالإِيمَان بيد الله سبحانه وتعالى.

هذا إثبات القدر، وأن المخلوقاتِ كلَّها بقَضَاء الله وقدره ﴿إِنَّا كُلَّ شَيۡءٍ لا يخرج من هذا شيء ﴿خَلَقۡنَٰهُ لا يخرج شيء من خلق الله جل وعلا: ﴿بِقَدَرٖ إن كل شيء مُقدّر، فهذه الآية عامة شاملة حاسمة في هذا الموضوع.

خلق كل شيء: هذا فيه أن كل شيء من خلق الله، وأنه قدّره تقديرًا، ما هو بشيء مستأنف، أو شيء أنف، إنما هو بقَضَاء الله وقدره سبحانه وتعالى.

قوله تعالى: ﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَآۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ [الحديد: 22] هذا إخبار من الله سبحانه وتعالى أنه ما ينزل من مصيبة بالعباد في أنفسهم - من الأمراض والموت وسائر الآفات البدنية التي تصيب النَّاس - أو في الأَرض - مما يصيب الأَرض من القحط وانحباس الأمطار، والجوائح في الثمار، والأمراض التي تكون في الأشجار وتُنقص المحاصيل


الشرح