×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

ونعلم أن الله سبحانه و تعالى ما أمر ونهى إلاَّ المستطيع للفعل والترك، وأنه لم يُجبِر أحدًا على معصية، ولا اضطره إلى ترك طاعة.

قال الله تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ [البقرة: 286]، وقال الله تعالى: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ [التغابن: 16].

****

وهذا أيضًا من الإيضاح والبيان، فنحن نعلم أن الله سبحانه وتعالى لا يأمر وينهى إلاَّ من يَقدر على الفعل والترك، هذا هو الذي يُوَجِّه إليه الأمرَ والنهيَ، وهو الذي عنده القدرة والاستطاعة، أما الصغير الذي لم يبلغ، والمجنون الذي لا يعقل، والمُكرَه الذي ليس له اختيار، فهَؤُلاءِ مرفوع عنهم القلم ولا يخاطَبون بشيء؛ لأنهم غير قادرين ولا مستطيعين، فالله رفع عنهم التكليف والمؤاخذة، إنما يُكلف العاقل المستطيع المختار.

﴿لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ [البقرة: 286]، أي: طاقتها وقدرتها، وما خرج عن وسعها وطاقتها فإنها لا تؤاخذ عليه.

قال تعالى: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ [التغابن: 16]، حسب الاستطاعة، والذي لا يستطيعه غير مسئول عنه، العاجز غير مسئول، إذا ترك الشَّيء عجزًا عنه فإنه غير مسئول عن تركه، ولكن إذا تركه وهو يستطيع أن يفعله هذا هو المؤاخذ.


الشرح