فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ وَٱلۡكَٰفِرُونَ مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلٗاۚ﴾ [المدثر: 31] يقول الكفار لماذا النَّار عليها تسعة عشر فقط؟ أهل النَّار لا يستطيعون أن يتغلبوا عليهم؟! يقولون كذا!! قال الله تعالي: ﴿وَمَا جَعَلۡنَآ أَصۡحَٰبَ ٱلنَّارِ إِلَّا مَلَٰٓئِكَةٗۖ﴾ [المدثر: 31] تسعة عشر لكنهم ملاَئكَة، والملك الواحد يستطيع أن يقهر جميع البشر من أولهم إلى آخرهم بقدرة الله سبحانه وتعالى، في خلقتهم وقوتهم فليسوا مثل البشر. الشاهد من الآية ﴿وَيَزۡدَادَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِيمَٰنٗا﴾ [المدثر: 31] فدل علي أن الإِيمَان يزيد. وأما نقصان الإِيمَان، فمن المعلوم أن كل شيء يقبل الزيادة فإنه يقبل النقصان، وأيضًا في الأدلة ما يدل علي ذلك، مثل حديث: «الإِْيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، أَعْلاَهَا قول: لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَْذَى عَنِ الطَّرِيقِ,وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِْيمَانِ» ([1]) فدل على أن الإِيمَان يزيد وينقص، وأنه شعب تبلغ بضعًا وسبعين أو بضعًا وستين شعبه، فإذا تكاملت هذه الشعب تكامل الإِيمَان، وإذا نقص منها شيء نقص الإِيمَان، ولهذا قال: «أَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَْذَى عَنِ الطَّرِيقِ»، دلّ على أن الإِيمَان فيه أعلى وفيه أدنى. وكذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِْيمَانِ» ([2]) فدل على أن الإِيمَان يضعف، وأن هناك إِيمَانا كاملاً، وإِيمَانا ناقصًا وضعيفًا. فإنكار المنكر بالقلب هذا أضعف الإِيمَان، وليس وراءه إِيمَان. فالذي لا ينكر بقلبه
([1]) أخرجه: البخاري رقم (9)، ومسلم رقم (35).