×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

وأفضل أمته أبو بكر الصديق

****

ثم الصحابة رضي الله عنهم يتفاضلون أيضًا بالسبق إلى الإِيمَان وبالجهاد والهجرة والنصرة، قال تعالى: ﴿لَا يَسۡتَوِي مِنكُم مَّنۡ أَنفَقَ مِن قَبۡلِ ٱلۡفَتۡحِ وَقَٰتَلَۚ أُوْلَٰٓئِكَ أَعۡظَمُ دَرَجَةٗ مِّنَ ٱلَّذِينَ أَنفَقُواْ مِنۢ بَعۡدُ وَقَٰتَلُواْۚ وَكُلّٗا وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ [الحديد: 10]، فالصحابة يتفاضلون بسبقهم إلى الإِسْلاَم ولجهادهم وهجرتهم ونصرتهم للرسول صلى الله عليه وسلم وعلمهم، يتفاضلون في هذا، لكن هم في جملتهم خير القرون وأفضل الأمم وإن كانوا فيما بينهم يتفاضلون، فالمهاجرون منهم أفضل من الأنصار، قال تعالى: ﴿لِلۡفُقَرَآءِ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَأَمۡوَٰلِهِمۡ يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٗا وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ [الحشر: 8] هذه في المهاجرين، ثم قال جل وعلا: ﴿وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلۡإِيمَٰنَ مِن قَبۡلِهِمۡ يُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَيۡهِمۡ [الحشر: 9] هذه في الأنصار، فذكر الله المهاجرين قبل الأنصار فدل على فضلهم، وهذا مُطَّرِد في القُرْآن أن الله يذكر المهاجرين قبل الأنصار: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ [التوبة: 100] ﴿لَّقَد تَّابَ ٱللَّهُ عَلَى ٱلنَّبِيِّ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ [التوبة: 117] فتقديمهم في الذكر يدل على فضلهم على غيرهم.

ثم المهاجرون أيضًا يتفاضلون، فأفضلهم على الإطلاق الخلفاء الراشدون: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، هَؤُلاءِ هم الخلفاء الراشدون، وهم أفضل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإطلاق، ثم من بعدهم العشرة المشهود لهم بالجنة، العشرة: الخلفاء الأربعة وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد


الشرح