×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

وأبو عبيدة بن الجراح، هَؤُلاءِ العشرة المشهود لهم بالجنة، سُموا بالعشرة المشهود لهم بالجنة؛ لأن النَّبي صلى الله عليه وسلم بشرهم بالجنة وهم أحياء كما يأتي في الحديث، فهَؤُلاءِ بقية العشرة في المرتبة بعد الخلفاء الراشدين. ثم السابقون إلى الإِسْلاَم أفضل ممن تأخر إِسْلاَمهم: ﴿لَا يَسۡتَوِي مِنكُم مَّنۡ أَنفَقَ مِن قَبۡلِ ٱلۡفَتۡحِ وَقَٰتَلَۚ أُوْلَٰٓئِكَ أَعۡظَمُ دَرَجَةٗ مِّنَ ٱلَّذِينَ أَنفَقُواْ مِنۢ بَعۡدُ وَقَٰتَلُواْۚ وَكُلّٗا وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ [الحديد: 10] نصَّ الله جل وعلا على السبق، قال: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ [التوبة: 100].

ثم أصحاب بدر وأصحاب بيعة الرضوان، هَؤُلاءِ لهم مزية على غيرهم من بقية الصحابة، لهم فضائل عظيمة:

أولاً: السبق إلى الإِسْلاَم.

وثانيًا: الجهاد والهجرة.

وثالثًا: أن منهم من خصه النَّبي صلى الله عليه وسلم بخصائص لم تكن لغيره.

أفضل الصحابة على الإطلاق الخلفاء الراشدون، هذا ترتيب الخلفاء الراشدين في الخلافة في الفضيلة، ويليه ترتيبهم في الخلافة، فأفضل الخلفاء الراشدين [أبو بكر الصديق] واسمه عبد الله بن عثمان، وأبو بكر كنيته اشتهر بها، وهو من أسبق السابقين إلى الإِسْلاَم، ومواقفه مع الرَّسُول صلى الله عليه وسلم معروفة، وهو الذي صحب النَّبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة وفي الغار، يعني: اختاره النَّبي صلى الله عليه وسلم لصحبته في الهجرة، وكان معه في الغار: ﴿إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدۡ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذۡ أَخۡرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ ٱثۡنَيۡنِ [التوبة: 40] هو وأبو بكر ﴿إِذۡ هُمَا فِي ٱلۡغَارِ [التوبة: 40] غار ثور 


الشرح