×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

ثم عمر الفاروق ، ثم عثمان ذو النورين، ثم علي المُرتضى رضي الله عنهم أجمعين.

****

في مكَّة ﴿إِذۡ يَقُولُ لِصَٰحِبِهِۦ [التوبة: 40] يعني: أبا بكر شهد الله له بالصحبة: ﴿لَا تَحۡزَنۡ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَاۖ [التوبة: 40]. وكذلك موقفه مع النَّبي صلى الله عليه وسلم في مكَّة قبل الهجرة ومدافعته عن النَّبي صلى الله عليه وسلم وبذله لنفسه وماله في نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ملازمًا للنبي صلى الله عليه وسلم في أسفاره وفي غزواته، ولما تُوفي النَّبي صلى الله عليه وسلم وارتد من ارتد عن الإِسْلاَم قام رضي الله عنه بقتال المرتدين حتَّى ثبَّت الله به الإِسْلاَم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفضائله كثيرة رضي الله عنه، والنَّبي صلى الله عليه وسلم كان يحبه حبًّا شديدًا ويثني عليه.

الثاني: [عمر الفاروق] عمر بن الخطاب بن عمرو بن نفيل العدوي - رضي الله تعالى عنه - وهو في المرتبة الثانية بعد أبي بكر، سماه النَّبي صلى الله عليه وسلم بالفاروق؛ لأن الله فرق به بين الحق والباطل، فكان المُسْلمُون مستضعفين في مكَّة ويتهددهم الكفار، فلما أسلم عمر أعز الله به الإِسْلاَم واعتز به المُسْلمُون لقوته وشجاعته وهيبته رضي الله تعالى عنه، وهو الخليفة الثاني بعد الخليفة الأول، وذلك بعهد أبي بكر إليه رضي الله عنهما.

ثم بعد عمر [عثمان] بن عفان [ذو النورين] الذي هاجر الهجرتين: هاجر إلى الحبشة، ثم هاجر إلى المدينة، وهو من أسبق السابقين إلى الإِسْلاَم، وهو سُمي بذي النورين؛ لأنه تزوج ابنتَيِ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم تزوج رقية بنت رسول الله ثم ماتت عنده، ثم زوجه


الشرح