النَّبي صلى الله
عليه وسلم أم كلثوم ثم ماتت عنده، ثم قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: «لَوْ
كَانَتْ عِنْدِي ثَالِثَةٌ لَزَوَّجْتُك إِيَّاهَا» ([1]). وقد أنفق أمواله
في سبيل الله عز وجل وجهز جيش العُسرة، واختاره أهل الشورى الذين أفضى إليهم عمر
رضي الله عنه باختيار الخليفة من بعده، فاختاروا عثمان رضي الله عنه وذلك
بإجماعهم، هذا دليل على فضله - رضي الله تعالى عنه -. ومن فضائله العظيمة توحيده
المصحف، لما فُتحت الفتوح وانتشر الصحابة في الأمصار وكثر القراء، وحدث بينهم
اختلاف في القراءات، وَحّد القراءة على حرف واحد، وكتب المصحف العثماني المشهور
ووزعه على الأمصار فدرأ الله به فتنة الخلاف في القُرْآن العظيم، وهذا من حفظ الله
لكتابه: ﴿إِنَّا
نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ﴾ [الحجر: 9]. ومن فضل هذا
الخليفة الراشد الذي قام بهذا العمل الجليل وخُلد ذكره في ذكر المصحف العثماني -
يعني: المصحف الذي كتبه عثمان رضي الله عنه - وحد المُسْلمِين عليه وأنهى الاختلاف
في القراءات، هذا من فضائله - رضي الله تعالى عنه وأَرضاه -. وقُتل - رضي الله
تعالى عنه - شهيدًا مظلومًا، قد أخبر بذلك النَّبي صلى الله عليه وسلم وبشره
بالجنة على بلوى تصيبه، فتحقق ما أخبر به صلى الله عليه وسلم وقُتل مظلومًا
شهيدًا.
ثم من بعد عثمان [علي بن أبي طالب] وهو الخليفة الرابع، وهو ابن عم النَّبي صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته فاطمة وأبو الحسن والحسين سبطي النَّبي صلى الله عليه وسلم وسيدا شباب أهل الجنة، وجهاده وشجاعته معروفة - رضي الله تعالى
([1]) أخرجه: ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (39/ 43).