إلا
من نزل له رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكنا نرجو للمحسن ونخاف على المسيء، ولا
نُكفر أحدًا من أهل القبلة بذنب، ولا نخرجه عن الإِسْلاَم بعمل.
****
لأن دخول الجنة
والنَّار من علم الغيب الذي لا يعلمه إلاَّ الله سبحانه وتعالى، وما أعلم به رسوله
صلى الله عليه وسلم أما نحن فلا نعلم الغيب، لا ندري ماذا يكون خاتمة هذا الرجل،
هل هي خير أو شر، ولو ظهر منه العمل الصَّالِح والطاعات فهذا لا يوجب لنا الجزم له
بالجنة، لكن هذا يجعلنا نرجو له الجنة ونحسن به الظن، ولهذا قال صلى الله عليه
وسلم: «إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا
يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلاَّ ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ
فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا.وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ
بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى لاَ يَبْقَى بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلاَّ ذِرَاعٌ
فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
فَيَدْخُلُهَا» ([1]).
الأَعمَال بالخواتيم
ونحن لا نعلم الخواتيم، ماذا يُختم لهذا الرجل أو لهذه المرأة، ولكن هذا لا يمنع
أننا نُحسن الظن بالمسلم ونرجو له الخير، ونسيء الظن بالفاسق والعاصي ونخاف عليه
من الشر، هذا موقف المُسْلمِين من الشهادة بالجنة والنَّار.
هذه مسألة التكفير، وهي مسألة خطيرة ومهمة جدًّا خصوصًا في هذا الزَّمان الذي التبس فيه الحق بالباطل على كثير من النَّاس بسبب الجهل وكثرة أدعياء العلم الذين لم يأخذوا علمهم عن أهل العلم، ولم يتلقَّوا العلم عن أهل العلم، وصاروا يخبطون في هذا الأمر.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3208)، ومسلم رقم (2643).