وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ
الدَّهْرِ ([1]). فما زالت توطّنه
حتَّى هدأ من روعه صلى الله عليه وسلم ثم وقفت معه بالنصرة والتأييد في حياتها رضي
الله عنها في مكَّة وقت شدة أذى الكفار، وهي إلى جنب الرَّسُول صلى الله عليه وسلم.
وكان صلى الله عليه
وسلم يحبها حبًّا شديدًا، ولم يتزوج عليها في حياتها غيرها، وأولاده كلهم منها،
إلاَّ إِبرَاهِيم فإنه من مارية القبطية التي تسراها رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان صلى الله عليه وسلم يثني عليها بعد موتها، وكان يكرم صديقاتها بعد وفاتها، ويذكرها
بالخير بعد وفاتها، حتَّى إن بعض أزواج النَّبي صلى الله عليه وسلم أصابتهن غَيرة
من ذكره صلى الله عليه وسلم لخديجة.
والثانية: سودة بنت زمعة،
تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خديجة في مكَّة أيضًا، وبقيت في عصمة
النَّبي صلى الله عليه وسلم ولما أراد صلى الله عليه وسلم أن يطلقها قالت: أنا
أُسقط عنك حقي وأهبه لعائشة وأبقى في عصمتك، تريد بذلك شرف أمهات المُؤْمنِين، فلم
يطلقها صلى الله عليه وسلم ومات قبلها، وبقيت في عصمته صلى الله عليه وسلم.
والثالثة: زينب بنت خزيمة
الهلالية، تزوجها ولم تلبث معه إلاَّ قليلاً وتوفيت، ولقد توفي من نسائه وهو حي
ثنتان: خديجة وزينب بنت خزيمة الهلالية، وتوفيتا قبله - رضي الله تعالى عنهما.
والرابعة: عائشة الصديقة بنت الصديق - رضي الله تعالى عنها - تزوجها النَّبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة ودخل بها وهي بنت تسع سنين، ولم يتزوج بكرًا غيرها، وحصل لها من الفضائل مع النَّبي صلى الله عليه وسلم ما لم يحصل
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3)، ومسلم رقم (160).