والقدرية.
****
فكل من ذهب هذا
المذهب - وهو: شَق العصا والخروج على أئمة المُسْلمِين، أو كفّر عصاة المُسْلمِين
بالكبائر التي دون الشرك - فإنه من الخوارج في أي زمن، وفي أي مكان.
الإِيمَان بالقدر هو
الركن السادس من أركان الإِيمَان، والإِيمَان بأن الله قدر ما كان وما يكون في
الأزل، وأن الله كتب كل شيء في اللوح المحفوظ، وأن الله سبحانه وتعالى شاء وأراد
كل ما يقع في هذا الكون من خير وشر، وكفر وإِيمَان، وطاعة ومعصية، وأنه بمشيئة
الله وإرادته سبحانه وتعالى، وأن تؤمن بأن الله خالق كل شيء كما قال تعالي: ﴿ٱللَّهُ خَٰلِقُ كُلِّ
شَيۡءٖ﴾ [الرعد: 16]، هذا هو الإِيمَان بالقدر،
وأن تعلم وتؤمن أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، هذا هو
الإِيمَان بالقدر، وهذا منهج أهل السنة والجماعة.
هناك فرقتان تخالف
مذهب أهل السنة والجماعة في أمر القدر:
الفرقة الأولى: غلت في إثبات
القدر، ونفت قدرة العبد ومشيئته وإرادته، وأنه يعمل بدون مشيئة ولا قدرة ولا إرادة،
وإنما هو مجبر على أَعمَاله، ليس فيها اختيار، هَؤُلاءِ يقال لهم: الجبرية، غلوا
في الإثبات، غلَوا في إثبات القدر، ونفَوا إرادة العبد ومشيئة العبد.
الفرقة الثانية: القدرية النفاة، الذين غلَوا في إثبات قدرة العبد واختيار العبد ومشيئة العبد، ونفَوا مشيئة الله ونفَوا تقدير الله لأفعال العباد وخلقه لهم.