×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

والمُرجِئة.

****

 هَؤُلاءِ غلَوا في جانب، وهَؤُلاءِ غلَوا في جانب، هَؤُلاءِ غلَوا في إثبات مشيئة الله وإرادته حتَّى نفَوا مشيئة العبد، وهَؤُلاءِ غلَوا في إثبات مشيئة العبد ونفَوا مشيئة الله وإرادة الله سبحانه وتعالى، وهَؤُلاءِ هم القدرية بفرقتيهم الغلاة والنفاة.

ومذهب أهل السنة والجماعة معلوم، وهو إثبات القدر، وأن لله مشيئة وإرادة، وأن كل شيء بمشيئة الله وإرادته، وأن للعبد مشيئة وإرادة وله اختيار، يثاب عليه أو يعاقب، هذا مذهب أهل السنة والجماعة، ومن خالفهم يقال لهم: القدرية؛ لأنهم خالفوا في القدر.

الإرجاء هو التأخير، تقول: أرجأت الشَّيء بمعنى أخرته، ولما استشار فرعون ملأه في مُوسَى وقومه ﴿قَالُوٓاْ أَرۡجِهۡ وَأَخَاهُ [الأعراف: 111] يعني: أَخِّر شأنه إلى أن تنظر وتأتي بالسحرة وتجعلهم يناظرونه أمام النَّاس - لأمر أراده الله سبحانه وتعالى - ظنوا أنهم سيتغلبون على مُوسَى إذا جاءوا بالسحرة الذين عندهم، ومُوسَى ساحر، سيتغلبون عليه، الله عكَس هذا، أراد أن يبيّن أن مُوسَى جاء من عند الله عز وجل، وأن ما معه معجزة من الله سبحانه وتعالى لا يقابلها السحر، ولهذا في هذا المشهد العظيم ظهر بطلان السحر، وتاب السحرة وخروا سجدًا لله عز وجل؛ لأنهم عرفوا أن ما مع مُوسَى حق؛ لأنهم أصحاب فن، وأصحاب خبرة، وأصحاب معرفة بالسحر، عرفوا أن ما مع مُوسَى ليس من صنع البشر، وإنما هو معجزة من الله سبحانه وتعالى، وآية على صدقه فآمنوا به.


الشرح