باب: الاستسقاء
قال رحمه الله: «باب الاستسقاء»، الاستسقاء: هو طلب السقيا؛ أي: المطر من الله سبحانه وتعالى؛ كما قال تعالى: ﴿فَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَسۡقَيۡنَٰكُمُوهُ وَمَآ أَنتُمۡ لَهُۥ بِخَٰزِنِينَ﴾ [الحجر: 22]، فالله جل وعلا ينزل المطر للسقيا، سقيا الآدميين والبهائم والأشجار والزروع والكلأ، فالمطر فيه مصالح عظيمة ومنافع كبيرة، قال تعالى: ﴿وَأَلَّوِ ٱسۡتَقَٰمُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لَأَسۡقَيۡنَٰهُم مَّآءً غَدَقٗا﴾ [الجن: 16]، فالاستسقاء: طلب نزول المطر، الذي يسقى به الله مخلوقاته، ولا غنى لهم عنه بحال من الأحوال، وهو لا يحبس إلا بسبب ذنوب العباد، لا يحبس إلاَّ بسبب من قبل العباد، بأن يتنكروا لنعم الله، ولدين الله عز وجل، الله سبحانه وتعالى يعاقبهم بحبس المطر عنهم؛ لعلهم يتذكرون ويتوبون، ومن أبرز أسباب منع المطر منع الزكاة: «... وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ، إلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا،..»([1])، فمنع الزكاة أو التهاون بها هو من أعظم أسباب منع القطر، وكذلك بقية المعاصي، فإنها سبب لحرمان الرزق، ونزع البركات والخيرات من الأرض؛ كما قال تعالى: ﴿وَمَآ أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَةٖ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِيكُمۡ وَيَعۡفُواْ عَن كَثِيرٖ﴾ [الشورى: 30]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِي ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ﴾ [الروم: 41]، فإذا حبس المطر، وأجدبت الأرض، وغارت المياه، وماتت الأشجار والزروع، وأجدبت الأرض
([1]) أخرجه: ابن ماجه رقم (4019).
الصفحة 1 / 670