×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

من الكلأ والرعي، فهذا بسبب ذنوب العباد، ولا علاج له إلاَّ بالرجوع إلى الله والتوبة إلى الله، ومن التوبة إلى الله صلاة الاستسقاء، فهي سنة نبوية، إذا أجدبت الأرض وقحط المطر، فإنهم يصلون الاستسقاء، وقد استسقى موسى عليه السلام لقومه، واستسقى سليمان عليه السلام لقومه، واستسقى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، استسقى لقومه عدة مرات، قال ابن القيم: «الاستسقاء الذي حصل من النبي صلى الله عليه وسلم على ثلاث صفات، الصفة الأولى: صلاة الاستسقاء أنه يصلي، ثم يدعو، يصلي صلاة الاستسقاء، ثم يدعو.

الصفة الثانية: أنه دعا في خطبة الجمعة - كما يأتي في الحديث الذي في هذا الباب - أنه دعا في خطبة الجمعة بأن الله ينزل الغيث.

الصفة الثالثة: أنه دعا من غير صلاة ومن غير خطبة، دعا، وأمن الصحابة على دعائه، من غير صلاة ومن غير خطبة»، هذا ما ذكره ابن القيم في زاد المعاد.

وصلاة الاستسقاء سنة مؤكدة، وهي سبب لنزول الغيث بإذن الله، إذا كان معها توبة ورجوع إلى الله عز وجل، أما مجرد صلاة من غير توبة ومن غير تغيير، فإنها لا تنفع، لابد مع الصلاة أن يكون هناك تغيير من المعصية إلى الطاعة، وتوبة إلى الله عز وجل، وتصدق على الفقراء، هذه من أسباب القبول بإذن الله، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم ما استسقى إلاَّ وينزل الله المطر في كل مرة، بل إن المطر ينزل وهو يخطب صلى الله عليه وسلم، ينزل المطر والرسول يخطب خطبة الاستسقاء، حتى يصيب النبي صلى الله عليه وسلم المطر وهو يخطب، ويتبادر الناس إلى البيوت لأجل أن يستكنوا بها من المطر،


الشرح